فى الدنيا ، إذ لم يتغلب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يقطع ما أراد الله أن يوصل لم يفده فى الآخرة ، بل لحقه البوار والنكال وعذاب النار.
وقد كان أبو لهب شديد العداوة للنبى صلى الله عليه وسلم ، شديد التحريض عليه شديد الصدّ عنه.
روى أحمد عن ربيعة بن عباد قال : «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى الجاهلية فى سوق ذى المجاز وهو يقول : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ، والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضىء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابىء كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب.
ومن ذلك تعلم أن أبا لهب كان يصدّ عن الحق ، وينفّر عن اتباعه ، وذاع عنه تكذيبه للرسول صلى الله عليه وسلم وتحدّيه واتباع خطواته لدحض دعوته ، والحط من شأن دينه وما جاء به.
(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) أي سيذوق حر النار ويعذب بلظاها.
وخلاصة ما سلف ـ خسر أبو لهب وضل عمله ، وبطل سعيه الذي كان يسعاه للصد عن دين الله ، ولم يغن عنه ماله الذي كان يتباهى به ، ولا جدّه واجتهاده فى ذلك ، فإن الله أعلى كلمة رسوله ، ونشر دعوته ، وأذاع ذكره ، وأنه سيعذب يوم القيامة بنار ذات شرر ولهيب ، وإحراق شديد ، أعدها الله لمثله من الكفار المعاندين ، فوق تعذيبه فى الدنيا بإبطال سعيه ، ودحض عمله ؛ وستعذب معه امرأته التي كانت تعاونه على كفره وجحده ، وكانت عضده فى مشاكسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذائه ، وكانت تمشى بالنميمة للإفساد ، وإيقاد نار الفتنة والعداوة كما قال :
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي وستعذب أيضا بهذه النار امرأته أروى بنت حرب أخت أبى سفيان بن حرب ، جزاء لها على ما كانت تجترحه من السعى بالنميمة إطفاء لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ والعرب تقول لمن يسعى فى الفتنة ويفسد