فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا |
|
وحقّت لها العتبى لدينا وقلّت |
مدت : أي بسطت بزوال جبالها ونسفها حتى صارت قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، وألقت ما فيها : أي ألقت ما فى جوفها من الموتى والكنوز ، وتخلت : أي خلت مما فيها فلم يبق فيها شىء ، كادح : أي جاهد مجدّ. قال شاعرهم :
ومضت بشاشة كلّ عيش |
|
وبقيت أكدح للحياة وأنصب |
فملاقيه : أي فملاق له عقب ذلك ، ينقلب : أي يرجع ، أهله : أي عشيرته المؤمنين ، وراء ظهره : أي بؤتاه بشماله من وراء ظهره ، والثبور : الهلاك أي ينادى ويقول : وا ثبوراه أقبل فهذا أوانك ، ويصلى : أي يقاسى ، وسعيرا : أي نارا مستعرة ، مسرورا : أي فرحا ، يحور : أي يرجع قال لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه |
|
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع |
والمراد أنه لن يرجع إلى الله ، بلى : أي بلى يحور ويرجع.
المعنى الجملي
بين سبحانه فى أوائل هذه السورة أهوال يوم القيامة ، فذكر أنه حين انشقاق السماء واختلال نظام العالم ، وانبساط الأرض بنسف ما فيها من جبال ، وتخليها عما فى جوفها ـ يلاقى المرء ربه فيوفيه حسابه ، وينقسم الناس حينئذ فريقين :
(١) فريق الصالحين البررة ، وهؤلاء يحاسبون حسابا يسيرا ويرجعون مسرورين إلى أهلهم.
(٢) فريق الكفرة والعصاة ، وهؤلاء يؤتون كتبهم وراء ظهورهم ، ثم يصلون حر النار لأنهم كانوا فرحين بما يتمتعون به من اللذات والجري وراء الشهوات ، إذ كانوا يظنون أن لا بعث ولا حساب ، ولا ثواب ولا عقاب.