خاتمة الطبع
بسم الله الرّحمن الرّحيم حمدا لمن أنزل القرآن تبيانا للناس وهدى وموعظة للمتقين ، وأرسل سيدنا محمدا بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه مصابيح الهدى وترجمان القرآن الذي هو حجة الله على الناس أجمعين.
أتى رب العالمين فيه بالبراهين الساطعة ، والحجج الدامغة على انفراده سبحانه بالألوهية واختصاصه جل ذكره بالمعبودية. دمغ به الباطل وأزهقه ، وزيف به عقائد العرب وبين لهم النجدين ، فمنهم من مال إلى الإسلام ، ومنهم من خضع بالسيف والسنان.
ولقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاصده ، وبين مراميه وفسر بعض آياته ، واقتدى به الصحابة ومن بعدهم فى ذلك.
ولله در حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ «أحمد مصطفى المراغي بك» حيث خاض لجة بحر علم تفسير القرآن ، فشرح الألفاظ المفردة التي يصعب على القارئ فهمها لأول وهلة ، ثم تلاها بالمعنى المراد من الآيات فى عبارة مختصرة ، ثم ثلثها بإيضاح المعاني إيضاحا شاملا شافيا ، مع تجنب القصص الإسرائيلية المدسوسة والخرافات الدخيلة على هذا العلم النفيس ، فذكر منها الصريح والنقل الصحيح. اهتدى إلى ما لم يهتد إليه الفحول من متقدميه ، واستدل بأحاديث الرسول فى بعض المواضيع ، وبأشعار العرب ، وبأقوال أهل اللغة والعلماء الموثوق بعلمهم ونقلهم ، فهو كما قال القائل :
وإنى وإن كنت الأخير زمانه |
|
لآت بما لم تستطعه الأوائل |
وقد قام بطبعه طبعا متقنا ونشره بين الأنام السادة النبلاء من نشروا كتب الجهابذة الأعلام فى أنحاء المعمورة ، أصحاب : [شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر] فلله درهم حيث قدموه لجمهور القراء بهذا الشكل البديع مع الاعتناء بتصحيحه بمعرفة لجنة التصحيح بالشركة.