(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١))
شرح المفردات
الطامة الكبرى : أي الداهية العظمى التي تطمّ على الدواهي أي تغلب وتعلو ، وهى النفخة الثانية التي يكون معها البعث قاله ابن عباس ، وبرّزت الجحيم : أي كانت فى مكان بارز يراها كل من له عينان ، طغى : أي تكبر وتجاوز الحد ، آثر : أي قدّم وفضل ، المأوى : المستقر ، مقام ربه : أي جلاله وعظمته ، ونهى النفس عن الهوى : أي زجرها وكفها عن هواها المردي لها بميلها إلى الشهوات.
المعنى الجملي
بعد أن بيّن أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان ، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين ، كائن لا بد منه ، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين ، فيتذكر كل امرئ ما عمل ، ويظهر الله الجحيم وهى دار العذاب للعيان فيراها كل ذى بصر ، فى ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله فى شرائعه ، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدى ربه فى ذلك اليوم ،