واستغفر اللّه واتوب إليه ، وقمت فقال لي رفيقي : الى اين تسرع؟ فقلت : قد قضيت حاجتي في هذا الوقت وانا اعود للقائه بعد هذا.
وروي انه كان من ثقات المأمون غلام يقال له صبيح الديلمي وكان يتولى الرضا (ع) حق ولايته ، حدث عنه هرثمة بن اعين قال : قال لي صبيح الست تعلم اني ثقة المأمون في سره وعلانيته؟ قلت : بلى ، قال : اعلم يا هرثمة ان المأمون دعاني ودعا بغلام من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الاول من الليل ، فدخلنا إليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع بين يديه ، وبين يديه سيوف مسلولة مسمومة ، ثم دعا بأنفس من ثقات غلمانه واخذ على كل واحد منا العهد والميثاق بلسانه ولم يكن بحضرته احد غيرنا ، وقال : هذا العهد لازم لكم ان كنتم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفون منه شيئا ، فقلنا : نعم ، فقال : ياخذ كل واحد منكم من هذه الاسياف سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي ابن موسى في حجرته ، وان وجدتموه قاعدا او قائما فلا تكلموه ، واجعلوا اسيافكم عليه واضربوه بها حتى ترضوه وتخلطوا لحمه بدمه وعظمه ، ثم القوا عليه بساطه وامسحوا اسيافكم وصيروا الي ، فقد جعلت لكل واحد منكم عشر بدر وعشر ضياع منتحية ، والحظوة عندي ما حييت وبقيت ، قال : فاخذنا الاسياف ودخلنا عليه (ع) في حجرته ، فوجدناه مضطجعا يقلب طرفه ويده ويتكلم بكلام لم نعقله ، فبادر الغلمان بالاسياف