يعددهم كلهم من اولهم الى آخرهم حتى اتى على اصحاب السقيفة واصحاب الفتنة وبني الازرق والاوزاغ وبني أميّة جدد اللّه عليهم العذاب بكرة واصيلا ، ثم قال (ع) للصخرة انطبقي عليهم الى الوقت المعلوم؛ وكان المنصور ابو جعفر الدوانيقي لم يتعرض لابي ابراهيم موسى (ع) الى أن مات في سنة ثمان وخمسين ومائة وبويع لابنه المهدي محمد بن عبد اللّه ، فلما ملك وجه بجماعة من اصحابه الى المدينة فاشخصوا ابا ابراهيم موسى (ع) وقد حمله المهدي فخرجت فلقيته وشيعته فلما ودعته بكيت ، فقال (ع) ، ما يبكيك يا ابا خالد؟ فقلت : يا مولاي ، قد خرجت وما ادري ما يكون من امرك؟ فقال (ع) : اما في هذه الكرة فلا خوف علي منهم وانا اعود إليك في يوم كذا من شهر كذا في ساعة كذا فترقب موافاتي وانتظرني عند اول ميل ، فمضى (ع) ولقي المهدي وصرف اللّه عنه كيده ولم يتعرض له وسأله عرض حوائجه ، فعرض ما رأى عرضها فقضاها ثم سأله الأذن فاذن له فخرج (ع) متوجها الى المدينة ، قال أبو خالد : فلما كان في ذلك اليوم خرجت نحو الطريق انتظره فقعدت حتى انصرفت الشمس فخفت ان يكون قد تأخر واردت الانصراف ، فرأيت سوادا قد اقبل واذا ابتدأ من وراء الستار وقتنا لك هذا الوقت فالتفت فاذا مولاي موسى (ع) على بغلة له يقول : يا ابا خالد ، فقلت : لبيك يا مولاي ، فقلت يا ابن رسول اللّه الحمد للّه الذي ردك وخلصك فقال (ع) يا ابا خالد ان لي إليهم عودة ولا اتخلص منهم ورجع الى المدينة.