على عضده الايمن عند النوائب يسلم بحول اللّه وقوته ومن كل شيء يخافه ويحذره.
ولما خرج ابو جعفر (ع) وزوجه ابنة المأمون حاجا ، وخرج ابو الحسن علي ابنه (ع) وهو صغير ، فخلفه في المدينة وسلم إليه المواريث والسلاح ونص عليه بمشهد ثقاته واصحابه ، وانصرف الى العراق ومعه زوجته ابنة المأمون ، وكان قد خرج المأمون الى بلاد الروم فمات بالندبرون في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وذلك في سنة عشر من امامة ابي جعفر (ع) ، وبويع المعتصم ابو اسحاق محمد بن هارون في شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين ، ثم ان المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل ابي جعفر (ع) ، واشار الى ابنة المأمون زوجته بانها تسمه لانه وقف على انحرافها عن ابي جعفر وشدة غيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ولأنه لم يرزق منها ولد ، فاجابته الى ذلك وجعلت سما في عنب رازقي ووضعته بين يديه (ع) ، فلما اكل منه ندمت وجعلت تبكي فقال (ع) ما بكاؤك واللّه ليضربنك اللّه بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر ، فماتت بعلة في اغمض المواضع من جوارحها ، صارت ناصورا فانفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلة حتى احتاجت الى الاسترفاد.
وروي ان الناصور كان في فرجها.
وقبض ابو جعفر (ع) في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجة ، وله اربع وعشرون سنة وشهور لان مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة ،