ومن كتاب بصائر الدرجات مرفوعا الى سدير الصيرفي ، قال : اوصاني الباقر أبو جعفر (ع) بامور له في المدينة ، فبينا انا في فج الروحاء على راحلتي اذ انا بشخص يلوي بثوبه فقمت إليه وظننت انه عطشان ، فناولته الاداوة فقال : لا حاجة لي فيها فناولني كتابا طينه رطب ، فنظرت الى الخاتم فاذا هو نقش خاتم الباقر ابي جعفر (ع) فقلت : متى عهدك بصاحب هذا الكتاب؟ فقال : الساعة فالتفت إليه فلم اره ، ثم قدم ابو جعفر (ع) المدينة فقلت له : رجل اتاني بكتاب طينه رطب ، فقال (ع) : نعم ان لنا خدما من الروحانيين ومن الجن المؤمنين فاذا اردنا السرعة بعثناهم.
وفيه مرفوعا الى ابي حمزة الثمالي ، قال : كنت استأذن على ابي جعفر (ع) فقيل ان عنده قوم ، فقلت : اثبت قليلا حتى يخرجوا فخرجوا قوم انكرتهم ، فدخلت فقال (ع) : يا ابا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن ، جاءوا يسألونا عن معالم دينهم ، أما علمت ان الامام حجة اللّه على الجن والانس.
ولما قربت ايام ابي جعفر (ع) روي انه (ع) قبض وله سبع وخمسون سنة ، في سنة مائة وخمس عشرة ومشهده بالبقيع الى جانب مشهد ابيه علي بن الحسين صلوات اللّه عليهم اجمعين.