الناس جميعا ، قال جابر : واللّه يا سيدي ما شعرت بتحريكه حين حركة ، فقال (ع) : يا جابر لو شعرت بتحريكه ما بقي عليها نافخ نار ، فما خبر الناس؟ فاخبرناه ، فقال : ذلك عما استحلوا منا محارم اللّه وانتهكوا من حرمتنا ، فقلت يا ابن رسول اللّه : ان سلطانهم بالباب قد سألنا ان نسألك ان تحضر المسجد حتى يجتمع الناس إليك ، فيدعون اللّه ويتضرعون إليه ويسألونه الاقالة ، فتبسم ثم تلا «او لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات» قالوا : بلى ، قال : فادعوا فادعوا ، وما دعاء الكافرين الا في ضلال ، قلت : يا سيدي ومولاي العجب انهم لا يدرون من اين اتوا ، فقال (ع) : اجل ثم تلا «فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون» هي واللّه يا جابر آياتنا وهذه واللّه احداها وهي مما يوصف اللّه تعالى كتابه بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ، فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ، ثم قال (ع) : يا جابر ما ظنك بقوم اماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا ووالوا اعداءنا وانتهكوا حرمتنا ، وظلمونا حقنا وغصبونا ارثنا واعانوا الظالمين علينا ، واحيوا سنتهم وساروا سيرة الفاسقين الكافرين في فساد الدين واطفاء نور الحق ، قال جابر فقلت : الحمد للّه الذي من علي بمعرفتكم وعرفني فضلكم والهمني طاعتكم ووفقني لموالاة اوليائكم ومعاداة اعدائكم فقال (ع) : يا جابر أتدري ما المعرفة؟ فسكت جابر ، فاورد عليه الخبر بطوله وقد اوردت انا المعجز الذي اظهره من هذا الخبر فقط ، اذ ليس كل كتاب يحتمل شرح الاشياء بحقايقها.