الى جن كثير قد بغوا على غطرفة وقومه من المنافقين ، فدعوتهم الى ثلاث خصال فابوا علي ، وذلك اني دعوتهم الى الايمان باللّه تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فابوا ، فدعوتهم الى اداء الجزية فابوا ، فسألتهم ان يصالحوا غطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لغطرفة وقومه وكذلك الماء فابوا ذلك كله ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زها ثمانين الفا فلما نظروا الى ما حل بهم طلبوا الامان والصلح ثم آمنوا وصاروا اخوانا ، وزال الخلاف وما زلت معهم الى الساعة ، فقال غطرفة يا رسول اللّه جزاك اللّه وامير المؤمنين عنا خيرا.
حدث محمد بن همام القطان قال : حدثني الحسن بن الحليم قال : حدثنا عباد بن صهيب قال : حدثنا الاعمش قال : نظرت ذات يوم وانا في المسجد الحرام الى رجل كان يصلي فاطال وجلس يدعو بدعاء حسن الى ان قال : يا رب ان ذنبي عظيم وأنت اعظم منه ولا يغفر الذنب العظيم الا أنت يا عظيم ، ثم انكب على الارض يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه وانا اسمع ، واريد ان يتمم سجوده ويرفع رأسه وأقايله واسأله عن ذنبه العظيم ، فما رفع رأسه ادرت إليه وجهي ونظرت في وجهه فاذا وجهه وجه كلب ووبر كلب وبدنه بدن انسان ، فقلت له : يا عبد اللّه ما ذنبك الذي استوجب به ان يشوه اللّه خلقك؟ فقال : يا هذا ان ذنبي عظيم وما احب ان يسمع به احد ، فما زلت به الى ان قال : كنت رجلا ناصبيا ابغض علي بن ابي طالب (ع) واظهر ذلك