كنت بالمدينة نازلا في دار فيها وصيفة ، وكانت تعجبني فانصرفت ليلة فاستفتحت الباب فجاءت وفتحت الباب لي فمددت يدي الى ثدييها خلف الباب ، فلما كان من الغد دخلت على ابي عبد اللّه جعفر الصادق (ع) فقال لي : يا ابا كهمش تب الى اللّه تعالى مما صنعت البارحة.
وفيه مرفوعا الى محمد بن مسلم عن المفضل بن عمر ، قال : حمل الي جعفر بن محمد الصادق (ع) مالا من خراسان مع رجلين من اصحابه ، فما زالا يتفقدان المال في الطريق ، فمرا برجل من الشيعة فدفع إليهما كيسا فيه الفا درهم واوعز إليهما بتسليمه الى الصادق (ع) فجعلا يتفقدان المال والكيس حتى دنوا من المدينة ، فقال احدهما لصاحبه : تعالى ننظر ما حال المال فنظرا واذا المال على حالته ما خلا كيس الرازي ، فقال : اللّه المستعان ما تقول الساعة لابي عبد اللّه (ع) قال احدهما : انه كريم وانا نرجو انه لا ينسبنا الى الخيانة ، بل لا شك انه علم ما جرى فيه عنده فانه حجة اللّه في ارضه ، فلما دخلا المدينة دخلا عليه وسلما ووضعا المال بين يديه فقال : اين كيس الرازي؟ فاخبراه بالقصة فقال : لو رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا نعم ، فقال : يا جارية علي بالكيس فاخرجت الكيس فدفعه ابو عبد اللّه إليهما فقال : أتعرفانه؟ قالا هو ذاك جعلنا اللّه فداك ، فقال (ع) : اني احتجت في جوف الليل الى مال فوجهت جنيا من شيعنا فجاءني بهذا الكيس من متاعكما.