وشكرا ودخلت على مولاي الرضا (ع) ، فلما رآني قال يا هرثمة : لا تحدث بما حدثك به صبيح الديلمي الا من امتحن اللّه قلبه بمحبتنا وبولايتنا فقلت : نعم يا مولاي ثم قال (ع) يا هرثمة واللّه ما ضرنا كيدهم.
حكى الحسين بن حمدان الحضيني روى قال : حدثني زيد ابن محمد القمي قال : حدثني عبيد اللّه بن جعفر الملالي قال : كنت مع هرثمة بن أعين وفي جملة حين خرج مع المأمون ومع مولانا الرضا (ع) من مرو الى طوس ، فحضرت وفات الرضا (ع) وغسله ودفنه وشاهدت ما كان جرى في ذلك ، وسألت هرثمة عن الشيء الذي سم به الرضا (ع) قال هرثمة : كنت بين يدي المأمون ليلة الى ان مضى من الليل اربع ساعات ، بعد الأربع الساعات قرع انسان بابي فكلمه بعض غلماني فقال له : قل لهرثمة اجب سيدنا الرضا (ع) فقمت مسرعا واخذت ثيابي علي واسرعت إليه (ع) ، فدخل الغلام بين يدي ودخلت وراءه ، واذا بسيدنا الرضا (ع) في صحن الدار جالسا فقال لي : يا هرثمة قلت : لبيك يا سيدي ومولاي قال : اجلس واسمع وع هذا فان رحيلي الى اللّه عز وجل ولحوقي بآبائي وجدي رسول اللّه (ص) قرب ، وقد بلغ الكتاب اجله ، وقد عزم هذا الطاغية على سمي في عنب ورمان مفرك ، فاما العنب فانه يغمر السلك في السم ثم يجريه في العنب ليخفى ، واما الرمان فهو يطرح السم فيه وهو مفتون ويخلطه به ، وانه سيدعوني في هذا اليوم المقبل ويقدم