في حياتك من دنياك؛ فتلجلج في الجواب وجعل يعده بتسليم الأمر إليه ، فقال له امير المؤمنين (ع) يوما ان اريتك رسول اللّه (ص) وامرك باتباعي وتسليم الامر الي أما تقبل قوله؟ فتبسم ضاحكا متعجبا من قوله ، وقال : نعم ، فاخذه بيده وادخله المسجد وهو مسجد قبا بالمدينة ، فاراه رسول اللّه (ص) يقول له يا ابا بكر أنسيت ما قلته في علي (ع) فسلم إليه الامر واتبعه ولا تخالفه ، فلما سمع ذلك ابو بكر وغاب رسول اللّه (ص) عن بصره بهت وتحير واخذته (الافكل)! وعزم على تسليم الامر إليه ، فدخل في رايه الثاني ، وقال له : ما روته اصحاب الحديث وليس هذا موضعه ، فان هذا تأليف مقصور على ذكر المعجزات والبراهين فقط.
(ومن دلائل أمير المؤمنين (ع)
(ومعجزاته وخبره مع غطرفة الجني وهو خبر معروف)
(عند علماء الشيعة)
وقد وجدت هذا الخبر في كتاب الانوار ، حدث احمد بن محمد بن عبد ربه قال : حدثني سليمان بن علي الدمشقي عن ابي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان رضي اللّه عنه ، قال : كان النبي (ص) ذات يوما جالسا بالابطح وعنده جماعة من اصحابه وهو مقبل علينا بالحديث ، اذ نظرنا الى زوبعة قد ارتفعت فاثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو الى ان وقفت بحذاء