وولدت فاطمة (ع) ابا محمد (ع) ولها احدى عشرة سنة كاملة ، وكانت ولادته مثل ولادة جده وابيه (ص) ، وكان طاهرا مطهرا يسبح ويهلل في حال ولادته ، ويقرأ القرآن على ما رواه اصحاب الحديث ، عن رسول اللّه (ص) ان جبرئيل ناغاه في مهده؛ وقبض رسول اللّه (ص) وكان له سبع سنين وشهور.
من طريق الحشوية. عن سليمان بن اسحاق بن سليمان بن علي ابن عبد اللّه بن العباس قال : سمعت ابي يوما يحدث ، انه كان يوما عند هارون الرشيد ، فجرى ذكر علي بن ابي طالب (ع) فقال الرشيد : تتوهم العوام اني ابغض عليا واولاده ، واللّه ما ذلك كما يظنون ، وان اللّه يعلم شدة حبي لعلي والحسن والحسين ومعرفتي بفضلهم؛ ولقد حدثني امير المؤمنين ابي عن المنصور ، انه حدثه عن ابيه عن جده عن عبد اللّه بن العباس ، انه قال : كنا ذات يوم عند رسول اللّه (ص) ، اذ اتت فاطمة (ع) وقالت : ان الحسن والحسين خرجا فما ادري اين باتا ، فقال رسول اللّه (ص) ان الذي خلقهما الطف بهما مني ومنك ، ثم رفع النبي (ص) يده الى السماء وقال : اللهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبرئيل (ع) وقال : يا محمد لا تغتم فانهما سيدان في الدنيا والآخرة ، وابوهما خير منهما ، هما في حظيرة بني النجار نائمان ، وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما ، فقام رسول اللّه (ص) واصحابه حتى اتى الحظيرة ، فاذا الحسن معانق الحسين (ع) ، وملك