وهو الذي فعل بالغلام ما فعل فقاتلتهم وضربتهم بالاسم المكتوب على عصى موسى (ع) التي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثني عشر طريقا فماتوا كلبهم ، فاعتصموا باللّه تعالى وبنبيه محمد (ص) وبوصيه علي (ع).
وحدثني قال : حدثني القاضي ابو الحسن علي بن القاضي الطبراني مرفوعا الى ابي جعفر ميثم التمار ، قال : كنت بين يدي مولاي امير المؤمنين (ع) اذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين ، فلما تفرغ من الاحكام نهض إليه الغلام وقال : يا ابا تراب انا إليك رسول فاصغ لي سمعك واخل الي ذهنك ، وانظر الى ما خلفك وبين يديك ودبر امرك فيما يدهمك ، وقد جئتك برسالة تنزع لها الجبال وتكيع عنها الابطال ، من رجل حفظ كتاب اللّه من اوله الى آخره ، وعلم القضايا والاحكام وهو ابلغ منك في الكلام واحق منك بهذا المقام ، فاستعد للجواب ولا تزخرف الخطاب ، فلسنا ممن ينفق عليه الاباطيل والاضاليل؛ فلاح الغضب في وجه امير المؤمنين (ع) والتفت الى عمار : قال : اركب جملك وطف في قبائل الكوفة وقل لهم اجيبوا عليا (ع) لتعرفوا الحق من الباطل والحلال من الحرام ، قال ميثم : فركب عمار وخرج فما كان إلا هنيئة حتى رايت العرب كما قال اللّه تعالى (إِنْ كٰانَتْ إِلاّٰ صَيْحَةً وٰاحِدَةً فَإِذٰا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنٰا مُحْضَرُونَ) فضاق جامع الكوفة بهم ، وتكاثف الناس كتكاثف الجراد على الزرع الغض في اوانه ، فنهض العالم الاورع والبطين الانزع (ع) ورقا من