«ويقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون» ويقول «أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه ، فيكلمهم بكل ما أوصيه ، ويكون أن الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي ، أنا أطالبه».
ثم أليس من المضحك المبكي أن يجعل أصحابنا الأخباريون اليهود أشد حرصا على الحفاظ على الكعبة ، وأكثر توقيرا لها من العرب أنفسهم ، بل لا يتأنى هؤلاء الرواة في كتاباتهم حين يجعلون من اليهود بالذات هداة ملوك العرب إلى مكانة الكعبة المشرفة وأهميتها ، وأن يصرحوا ـ كما يزعم الرواة بأن الله لم يتخذ له في الأرض بيتا غيرها ، فإذا كان ذلك كذلك ، فلم لم يحج اليهود إليها ، ثم ما هو الموقف بالنسبة إلى المسجد الأقصى ، أو هيكل سليمان كما يسميه اليهود.
ثم من أين عرف «تبع» هذا ، أن الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ سوف يسمى «أحمد» ، ومبلغ علمي ـ مرة أخرى ـ أن ذلك لم يرد في النصوص العربية ، وإنما كان ذلك في الإنجيل ـ وليس في توراة اليهود الذين أخذ عنهم تبع معلوماته عن النبي ـ حيث يخبرنا القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى ـ على لسان المسيح عليهالسلام ـ «يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ ، مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ ، وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» (١) ، وكيف آمن «تبع» برسول الإسلام الأعظم ، قبل مبعثه
__________________
(١) سورة الصف : آية ٦ وانظر : تفسير البيضاوي ٢ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ، تفسير الكشاف ٤ / ٩٨ ـ ٩٩ ، تفسير ابن كثير ٦ / ٦٤٦ ـ ٦٤٨ (دار الاندلس ـ بيروت) ، تيسير العلي القدير ٤ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، تفسير الطبري ٢٨ / ٨٧ ، تفسير الطبرسي ٢٨ / ٦٠ ـ ٦٢ تفسير القرطبي ١٨ / ٨٣ ـ ٨٤ ، تفسير أبي السعود ٥ / ١٦١ ، الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ٢١٣ ـ ٢١٤ ، تفسير روح المعاني ٢٨ / ٨٥ ـ ٨٧ ، في ظلال القرآن ٢٨ / ٣٥٤٩ ، ٣٥٥٥ ـ ٣٥٥٨