التاريخ ، غير نبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه (١).
كانت قريش تفكر في أمر الكعبة التي كانت وقت ذاك بدون سقف ، مخفضة الارتفاع ، مما جعلها نهبا للصوص الذين أقدموا على سرقة بعض كنوزها ، هذا فضلا عن أن مكة نفسها كانت قد تعرضت لعدة سيول في أوقات متفاوتة ، آخرها سيل جارف نزل من الجبال المحيطة بمكة ، وانحدر نحو الكعبة وصدع جدرانها ، وهكذا أصبحت قريش مضطرة إلى الإقدام على ما أفسدته السيول ، وزاد من عزم قريش أن البحر كان قد ألقى بسفينة إلى «جدة» لأحد تجار الروم ، كان قيصر قد بعث بها من مصر إلى الحبشة ، ليقوم ركابها ببناء كنيسة هناك ، ومن ثم فقد ذهب وفد من قريش ـ على رأسه الوليد بن المغيرة ـ واشترى السفينة (٢).
وبدأت عمليات الهدم والبناء ، وتذهب الروايات العربية إلى أن أول من بدأ الهدم ، إنما كان الوليد بن المغيرة ، بينما تذهب رواية منها إلى أنه أبو وهب بن عمرو المخزومي ، وأيا كان الرجل ، فالذي يهمنا هنا أن القرشيين ، إنما كانوا يصرون على أن يبنوا بيت الله الحرام من كل طيب ، ومن ثم فقد نسب إلى الوليد ـ أو إلى أبي وهب ـ انه قال : «يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا ، ولا تدخلوا فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد من الناس».
وبدأ البنيان ، حتى إذا ما بلغ موضع الركن ـ أي الحجر الأسود ـ اختلفت
__________________
(١) ابن هشام ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، العمري ١ / ٦٤ ، المقدسي ٤ / ١٣٩ ، الفلكي : المرجع السابق ص ٣٨ ، الحربي : المرجع السابق ص ٤٩٤ ـ ٤٩٥ ماجد : المرجع السابق ١ / ٩٥ ـ ٩٦ ، وكذا.A.Guillaume ,op - cit ,P.٣٢ وكذاCHI ,I ,٠٧٩١ P.١٣
(٢) ابن الأثير ٢ / ٤٤ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٧ ، المسعودي ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ ، الأزرقي ١ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ، نهاية الأرب ١ / ٢٣٢ ، ياقوت ٤ / ٤٦٦ ، المقدس ١ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، الحربي : المرجع السابق ص ٤٨٦ ـ ٤٨٧