الحادي عشر ق. م. ، وحتى احتلال الأشوريين لها في عام ٧٢٢ ق. م. ، وأن «عاد إرم» ، إنما تعني «عاد أرام» ، فضلا عن الآراميين ـ كما نعرف ، وكما توصل إلى ذلك «مورتز» بعد دراسة لأسمائهم ـ لم يكونوا إلا عربا ، هاجروا من شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الهلال الخصيب (١) ، ومن ثم فقد التبس الأمر على المؤرخين المسلمين بين عاد إرم ، وعاد أرام ، وظنوا أن ذات العماد صفة ، فزعموا أنها مدينة بناها عاد ، أو شداد بن عاد (٢) ، كما أنه ليس هناك من دليل حتى الآن يثبت أن «إرم» هنا ، إنما تعني «أرام» (٣) ، وإن كان من الممكن هنا أن تكون «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ» هي التي أوحت إلى النسابين فكرة جعل «عاد» من نسل «عوص بن إرم» ، لتشابه الاسمين ، ومن ثم فقد كان «عاد» من الآراميين في رأي البعض (٤) ، على أساس أن «ذات العماد» صفة لدمشق ، وأن «جبرون بن سعد بن عاد» نزل بها ، وابتنى مدينة تحليها
__________________
«بيت أديني» ومركزها «تل برسب» ومثل «بيت بخياني» ومركزها «جوزانا» (تل حلاف) ، ثم استولى المغتصب الآرامي «أدد ـ أبل ـ أدن» على عرش بابل في أول القرن الحادي عشر ق. م. ، وفي الغرب نشأت في «كليكيا» دولة «سمأل» ، وفي سورية نشأت حول أرفد وحلب دولة «بيت أجوشي» وتحدثنا التوراة عن سبع دويلات آرامية في سورية وشرق الأردن ، فهناك دويلة أرام النهرين ودولة أرام دمشق ودويلة أرام صوبة وإمارة معكة وإمارة جشور وإمارة بيت رحوب وإمارة طوب (انظر : كتابنا إسرائيل ص ٣٣٧ ـ ٣٤٢ ، صموئيل ثان ١٠ : ١٦ ، ١٥ : ٨ ، ١٣ : ٣٧ ، يشوع ١٢ : ٥ ، ١٣ : ١١ ، تثنية ٣ : ١٤ ، عدد ١٣ : ١٢ ، قضاة ١٨ : ٢٨ ، موسكاتي : المرجع السابق ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ، احمد فخري : المرجع السابق ص ١٠٣ ، قاموس الكتاب المقدس ١ / ٤٢ ـ ٤٣ وكذاG. Roux, op - cit, P. P. ٧٤٢ ـ ٩٤ R. H. Pfeift Introdn - tion to the Old Testament, P. ٧٨٦
(١) R. A. Bowm, Arameans, Aramaic and the Bible, JNES, ٧, ٨٤٩١, P. P. ٦٦ ـ ٧٦
(٢) البكري ١ / ١٤٠ ، ابن سعد ١ / ١٩ ، ياقوت ١ / ١٥٥ ـ ١٥٧ ، جواد علي ... ٣
(٣) Ency ,of Islam ,I ,P.١٢١
(٤) جواد علي ١ / ٣٠٣