(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (١) ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) (٢) ، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٣).
والقرآن الكريم وحده هو الذي لا نجد فيه نصا قطعيا على أن الطوفان قد شمل الأرض كلها ـ وهذا ما نميل إليه ونرجحه (٤) ـ أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم ـ بعكس التوراة ـ إنما ينزه الله سبحانه وتعالى عن الندم على إحداث الطوفان ، بل أن التوراة لتذهب إلى أبعد من ذلك ، حين تزعم أن الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ قد عزم على ألا يحدث طوفانا بعد ذلك وأنه قد وضع علامة ، هي القوس في السماء ، ليتذكر وعده ، فلا يكون طوفان يغرق الأرض أبدا (٥) ، كما تذهب التوراة
__________________
(١) سورة فاطر : آية ١٨ وانظر : تفسير الطبري ٢٢ / ١٢٦ ـ ١٢٨ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٢٧٠ ، تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٤ ـ ١٥ ، تفسير القرطبي ١٤ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، تفسير روح المعاني ٢٢ / ١٨٦ ـ ١٨٥ ، تفسير مجمع البيان ٢٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٧ ، تفسير وجدي (وانظر نفس الآية : الأنعام : ١٦٤ ، الإسراء : ١٥)
وانظر قوله تعالى (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) من سورة البقرة : آية ١٤١ ، وانظر عنها : تفسير المنار ١ / ٤٠٠ ـ ٤٠٤ ، تفسير القرطبي ص ٥٣١ (دار الشعب ـ القاهرة ١٩٦٩) تفسير ابن كثير ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ (دار الشعب ـ ١٩٧١ م) ، تفسير الطبري ٣ / ١٢٨ ـ ١٢٩ (دار المعارف) الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ١ / ١٤٠ ـ ١٤١ ، تفسير أبي السعود ١ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، في ظلال القرآن ١ / ١١٩ ، تفسير الكشاف ١ / ٣١٦ ، تفسير روح المعاني ١ / ٤٠١ ، تفسير الفخر الرازي ٤ / ١٠٠ ، تفسير مجمع البيان ١ / ٤٩٨ ، تفسير القاسمي (محاسن التأويل لمحمد جمال الدين القاسمي ـ طبعة الحلبي ١٩٥٧) ٢ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، تفسير وجدي ص ٢٧ ، وانظر : محمود أبو ريدة : دين الله واحد ، القاهرة ١٩٧٠ ص ٦٥ ـ ٦٧.
(٢) سورة النجم : آية ٣٩ ـ ٤٠
(٣) سورة الزلزلة : آية ٧ ـ ٨
(٤) راجع مقالنا : قصة الطوفان بين الآثار والكتب المقدسة ص ٣٨٣ ـ ٤٥٧ ، تفسير المنار ١٢ / ١٠٦ ـ ١٠٩
(٥) تكوين ٩ : ١ ـ ١٧