(١٣٠٨ ـ ١١٨٤ ق. م) وفيما بعد ، في بعض الأحايين ، كمرادف لكلمة «جلالته» ، ومن هذا الوقت أصبحنا نقرأ : «خرج فرعون» و «قال فرعون ... وهكذا (١).
ومن ثم ، فإن القرآن الكريم ـ فيما يبدو لي ـ أراد أن يفرق بين حاكم مصر الأجنبي على أيام يوسف الصديق في عهد الهكسوس (٢) فأطلق عليه لقب «ملك» ، وبين حاكم مصر الوطني على أيام موسى ـ مثلا ـ الذي أطلق عليه لقب «فرعون» ، وهو اللقب الذي كان يطلق على ملوك مصر منذ عهد إخناتون ، هذا فضلا عن أن ذلك من إعجاز القرآن ، الذي لا إعجاز بعده ، وإذا ما عدنا إلى التوراة ، لوجدنا أن الحقائق التاريخية تقف ضد ما أوردته التوراة بشأن استعمال لقب فرعون ، إذ أنها تستعمله حين يجب أن تستعمل لقب ملك ، وذلك قبل الأسرة الثامنة عشرة ، وتستعمل لقب ملك حين يجب أن تستعمل لقب فرعون ، وذلك منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة (١٥٧٥ ـ ١٣٠٨ ق. م) ، وفيما بعدها.
ولعل من الأهمية بمكان الاشارة إلى أن هناك اشياء ذكرتها التوراة لم يذكرها القرآن الكريم ، وهي في أمور تتفق في بعضها وخلق يهود ـ كاتبي التوراة ـ وتبتعد في بعضها الآخر عن الحقائق التاريخية ، وأما هذه الأمور ، فأهمها (أولا) أن التوراة في عرضها لقصة الصديق ـ بعكس القرآن
__________________
(١) A. H. Gardiner, Egypt of The Pharaohs, Oxford, ٤٦٩١, P. ٢٥ وكذاA.H.Gardiner ,Eyptian Grammar ,Oxford ,٦٦٩١ ,P.٥٧
(٢) حوالي (١٧٢٥ ـ ١٥٧٥ ق. م.) ، وانظر آراء أخرى في كتابنا «حركات التحرير في مصر القديمة» دار المعارف ١٩٧٥ ص ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وكذاD.B.Redford ,The Hyksos J.Bottero ,The وكذا Invasion in History and Tradition, ٠٧٩١, P. ٣٢ J. A. Wilson, وكذا Near Easr, The Arly Civilization, ٧٦٩١, P. ٣٩٣ A. H. Gardiner, Egypt of the Pharaohs, P. ٥٦١ وكذاop - cu ,P.٩٥١