جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير قال : ثم [أخذ الراية ـ يعني بعد قتل ابن رواحة يوم مؤتة ثابت بن] (١) أقرم أخو بني العجلان فقال : اصطلحوا يا معشر المسلمين على رجل ، فقالوا : أنت لها قال : لا ، ولكن اصطلحوا على رجل قال : فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فجاش بالناس ودافع وانحاز واختير عنه ثم انصرف بالناس.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد (٢) ، أخبرنا محمد بن عمر حدّثني إسماعيل بن مصعب عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال : لما كان [يوم] (٣) مؤته وقتل الأمراء ، أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح يا آل الأنصار فجعل الناس يثوبون إليه ، فنظر إلى خالد بن الوليد فقال : خذ اللواء يا أبا سليمان قال : لا آخذه ، أنت أحق به ، لك سنّ ، وقد شهدت بدرا. قال ثابت : خذ أيها الرجل فو الله ما أخذته إلّا لك. فقال ثابت للناس : اصطلحتم على خالد؟ قالوا : نعم ، فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة ، وجعل المشركون يحملون عليه ، فثبت حتى تكركر المشركون وحمل (٤) بأصحابه ، ففضّ جمعا من جمعهم ، ثم دهمه منهم بشر كثير ، فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين.
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، [أخبرنا] عبد الوهاب بن أبي حية ، أنبأنا محمد بن شجاع ، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي (٥) ، حدّثني محمد بن صالح ، عن رجل من العرب عن أبيه قال : لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ، ثم أن المسلمين (٦) تراجعوا فأقبل ثابت بن أقرم (٧) ، رجل من الأنصار فأخذ اللواء ، وجعل يصيح بالأنصار ، فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل ، وهو يقول : إليّ أيها الناس ، فاجتمعوا عليه ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٣.
(٣) الزيادة عن ابن سعد.
(٤) سقطت من الأصل ، وعلى هامشه : «لعله : وحمل» وهو ما أثبتناه انظر ابن سعد.
(٥) مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٣.
(٦) بالأصل «المسلمون» والمثبت عن الواقدي.
(٧) الواقدي : أرقم.