على معاوية دفعه إلى يزيد ، فقرأه ثم قال له : ما الرأي؟ فقال : تبعث فتصلبه على بابه ، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم ، فقالوا : تبعث إليه حتى تقدم به هاهنا وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه ثم تصلبه ، فقال : هل عندكم غير هذا؟ قالوا : لا ، فكتب إليه : قد فهمت كتابك ، وما ذكرت النبي صلىاللهعليهوسلم وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك ، فانظرني ثلاثا ، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه ، وصبحهم العطاء في اليوم الرابع. قال ابن القداح : حدّثني بهذا الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسلا ، وحدّثني ابنه صالح بن محمد قال : سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدّث بهذا الحديث. ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ، ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف در هم فوضعها في منزله وتركها وخرج.
كذا في رواية الخطيب جملة عن ابن القداح. ورأيت في نسخة أخرى من كتاب ابن القداح كأنه زيادة من مصعب على ابن القداح وقال في آخره : قال مصعب : حدّثني بهذا الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسل ، وحدّثني به ابنه صالح بن محمد بن صالح قال : سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدّث بهذا الحديث ثم أتاه بعد ، فأقام عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ثم استأذنه للخروج ، فبعث إليه بمائة ألف درهم فوضعها في منزله وتركها وخرج ، وفي هذا حديث طويل وشعر كله في حديث صالح بن محمد بن صالح ، وقال : هذا أحرى (١) بالصواب.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنّا قالا : أنا أبو محمد الجوهري ـ قراءة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الثانية من الأنصار ممن لم يشهد بدرا وشهد أحدا وما بعدها من بني ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس : ثابت بن قيس بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد بن ظفر وأمه حواء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل وكانت من المبايعات ، وكان قيس بن الخطيم شاعرا ويكنى أبا يزيد فوافى سوق ذي المجاز فأتاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدعاه إلى الإسلام وحرص عليه وجعل يرفق به ويكنيه ، فقال قيس بن الخطيم : ما أحسن ما تدعو إليه ، ولكن الحرب شغلتنى وقد بلغك الذي بيننا وبين قومنا فأقدم المدينة وأنظر وأعود عليك ، وكانت امرأته
__________________
(١) مطموسة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.