منكم بدعوة ، فقال أبو مسلم : اللهمّ اكفنا وعافنا. وقال حابس : اللهمّ اجمع بيننا وبينهم ، ثم احكم بيننا وبينهم ، وقال ربيعة : اللهم اجمع بيننا ثم ابلنا بهم وابلهم بنا ، فلما التقوا قتل حابس وفقئت عين ربيعة وعوفي أبو مسلم وقال في ذلك شاعر أهل العراق :
نحن قتلنا حابسا في عصابة |
|
كرام ولم نترك بصفّين معصبا |
قال يعقوب : كانت صفّين في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا عبد الرحمن بن مندة ، أنبأنا أبي أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمّد حينئذ ، وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمّد بن عمرو بن إسحاق بن زبريق ، حدثني أبي ، أنبأنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ ، عن أبي عائذ قال : قال جبير بن نفير : أري خارجة بن جزء العذري (١) رؤيا فأتى حابس بن سعد الطائي فحدّثه بها فقال : أرأيت أنّي أتيت باب الجنة فإذا أنا بمصراعين طويلين وأنت معي وإذا حائطها من شوك طويل فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا ، فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها فإذا أنا فيها ملقى منبطح ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها ، فقال حابس بن سعد : تلك الشهادة ، قد كنت أرجو أن أقتل شهيدا ، فأمّا أنت ستقتل شهيدا ، قال : فغزا خارجة بن جزء في البحر ثم خرق جلده حديدة سفينة انتهى.
أخبرنا. قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي ، عن أبي الحسن ، عن أبي القاسم يوسف بن محمّد بن المهرواني الهمداني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي المقرئ ـ قراءة عليه ـ أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن إدريس بن قادم ، عن عمر بن ميمون ، عن أمية قال : مرّ عليّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ برجل ـ يوم صفّين ـ مقتول ومعه الأشتر فاسترجع الأشتر فقال عليّ : مالك؟ قال : ما هذا؟ حابس اليماني عهدته مؤمنا ثم قتل على ضلالة ، قال : والآن هو مؤمن انتهى.
__________________
(١) انظر ترجمته في أسد الغابة ١ / ٥٦٠ والاستيعاب ١ / ٤٢٢ هامش الإصابة.