أي مرسل. وكان عبد الله بن أبي ربيعة استعمله أبو بكر الصّديق رضي الله تعالى عنه على اليمن ومات في خلافة عثمان ، وقد حدث الحارث بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم ولا أدري سماع أو غير سماع ، وقد وليّ البصرة لابن الزبير وسمّي به القباع لمكيالهم ، قال : كأنه قباع (١) وفيه يقول [الشاعر] :
أحارث داري مرّتين هلم منها |
|
وكنت ابن أخت لا تحار غوائله |
وأنت أمير في بطحاء مكة لم تزل |
|
بها منكم معطي الجزيل وفاعله |
وإنما تخوّله بأسماء بنت [سلامة بن] مخرّبة بن أبير بن نهشل.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنبأنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين البصري اللغوي ، أنبأنا أبو محمّد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري البغدادي ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي ، نبأنا الرياشي ـ يعني عبّاس (٢) بن الفرج ـ قال : تزوج رجل من الموالي امرأة من العرب ففرّق بينهما الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وهدم من داره فأتى ابن الزبير فقال له :
هذا مقام ومطرد هدمت مساكنه ودوره |
|
رقا (٣) عليه عداته ظلما فعاقبه أميره |
|
في أن شربت بحم ما كان حلالي غديره
فكتب إليه أن يردّها إليه ، انتهى.
كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب من الإسكندرية ، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، أنبأنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي ، أخبرني محمّد بن الحسن ـ يعني ابن دريد ـ أنبأنا أبو حاتم عن أبي عبيدة ، عن يونس ، قال : كان الحارث بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة أيّام ابن الزبير فخاصم إليه رجل من بني تميم يقال له مرة بن محكان رجلا فقال :
__________________
(١) القباع يعني الضخم (الوافي بالوفيات ١١ / ٢٥٥).
(٢) بالأصل «عياش» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٧٢.
(٣) كذا ، وفي تهذيب ابن عساكر : وشى.