ربيعة وشهدها معه الناس فكانوا ناحية ، وجاء أهل دينها فولوها وشهدها منهم جماعة كثيرة وكانوا على حدة ، وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي لعبد الله بن الزبير :
أمير المؤمنين جزيت (١) خيرا |
|
أرحنا من قباع بني المغبرة |
حمدناه ولمناه فأعيا |
|
علينا ما يمر لنا مريرة |
سوى أنّ الفتى نكح أكول |
|
وسهّاك مخاطبه كثيرة |
كأنّا حين جئناه أطفنا |
|
بضبعان تورّط في حظيرة |
قال : فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة ، وكانت ولايته عليها سنة ، واستعمل مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن الحسن ، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد (٢) ، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن (٣) غسان الغلّابي ، نبأنا [أبي](٤) ، أنبأنا يزيد بن هارون ، عن أشعب بن سوار قال : تزوج عبد الله بن أبي ربيعة نصرانية.
قال أبي : فحدثني مصعب بن عبد الله قال (٥) : تزوج عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ابنة أبرهة الحبشي في الجاهلية وهي نصرانية وماتت على النصرانية ، قال : وكان يظن بها أنها أسلمت ، فلما ماتت وهي أمّ الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة فلما أرادوا أن يغسلوها وقد اجتمع إلى ابنها رجال قريش ليحضروها فوجدوا في عنقها صليبا فخرج ابنها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى الناس وهم مجتمعون فقال : إن لها أهل دين أولى بها منكم ، وقد كان عبد الله بن أبي ربيعة أقاد المال من مثلها وفيها يقول أبو ذؤيب :
صخب الشوارب لا يزال كأنه |
|
عبد لآل أبي ربيعة مسبع (٦) |
__________________
(١) في ابن سعد ٥ / ٢٩ : أبا بكير.
(٢) بياض بالأصل ، مقدار كلمة.
(٣) بالأصل «أنبأنا» ولعل الصواب ما أثبت ، انظر الأنساب (الغلابي).
(٤) زيادة عن الأنساب (الغلابي) وفيه أن المفضل يروي عن يزيد بن هارون.
(٥) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٦) البيت في شرح أشعار الهذليين ١ / ١٢ وبالأصل «سحت ... مشنع» والمثبت : «صخب مسبع» عن شرح أشعار الهذليين.