فقال عمر : تستر بينك وبينها بثوب ، ثم تصلّي بحذائك إن شئت. وعن الركعتين بعد العصر. فقال : نهاني عنهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعن القصص فإنهم أرادوني على القصص فقال : ما شئت ، كأنه كره أن يمنعه. قال : إنما أردت أن أنتهي إلى قولك. قال : أخشى عليك أن تقصّ فترتفع عليهم في نفسك ، ثم تقصّ فترتفع حتى يخيّل إليك أنّك فوقهم بمنزلة الثريا ، فيضعك الله عزوجل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك ، انتهى.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا إسماعيل بن محمّد البغدادي ، نبأنا محمد بن سنان القزاز ، نبأنا يحيى بن أبي بكير (١) ، نبأنا إسرائيل ، عن زياد [بن] المظفر ، عن الحسن ، عن المقدام الرّهاوي قال : جلس عبادة (٢) وأبو الدّرداء والحارث بن معاوية ، فقال أبو الدّرداء : أيكم يذكر يوم (٣) صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بعير من المغنم (٤)؟ فقال عبادة : أنا ، فذكر الحديث لم يزد انتهى.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسين بن السّمسار ، أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، أخبرني أبي ، عن أبيه قال : حدثني أبو وهب الكلاعي أن مكحول حدّثه عن الحارث بن معاوية الكندي الأعرج قال الحارث : كنت أتوضّأ أنا وأبو جندل بن سهيل (٥) على المطهرة فذكرنا «نزع الخفين» ومرّ بنا بلال مؤذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول [في نزع الخفين؟ فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :](٦) «امسحوا على الموق (٧) والخمار» فردّ أبو (٨) جندل عقبه في الخف ، بعد أن كان أخرجه. قال : وحدثني العلاء ، عن الحارث ، عن مكحول هذا الحديث وذكر : أن المطهرة عند الجب في مسجد دمشق [٢٨٧٧].
__________________
(١) بالأصل «بكر» والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٩٧.
(٢) يعني عبادة بن الصامت ، انظر أسد الغابة ١ / ٤١٧.
(٣) رسمها ناقص بالأصل ، والمثبت عن أسد الغابة والإصابة ١ / ٢٩١.
(٤) بالأصل «الغنم» والمثبت عن المصدرين السابقين.
(٥) الإصابة ١ / ٢٩١ «سهل».
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٦٦.
(٧) الموق : خف غليظ يلبس فوق الخف (القاموس).
(٨) بالأصل «بن».