فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) قال : وهداهم الله تبارك وتعالى للإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه [أخبرنا] أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي ـ لفظا ـ وعلي بن محمّد بن أبي العلاء ـ قراءة ـ قالا : أنبأنا أبو الحسن بن عوف ، نبأنا محمّد بن موسى بن الحسين بن السّمسار ، وأنبأنا محمّد بن خريم (١) ، نبأنا حميد بن زنجويه ، حدثني نعيم بن حمّاد ، نبأنا ابن المبارك ، نبأنا معمر ، عن الزهري ، عن بعض آل عمر ، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، قال : لما كان يوم الفتح ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف (٢) ، وإلى أبي سفيان بن حرب ، وإلى الحارث بن هشام قال عمر : فقلت : قد أمكن الله منهم ، أعرّفهم ما صنعوا حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثلي ومثلكم كما قال يوسف لاخوته : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (٣)» ، قال عمر : فانتضحت أو انتضحت حياء من رسول الله صلىاللهعليهوسلم كراهية أن يكون قد بدر مني شيء ، وقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما قال (٤). انتهى إنشاده وستأتي هذه الحكاية في ترجمة صفوان إن شاء الله تعالى ، انتهى.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن (٥) بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد ، نبأنا محمّد بن عمر ، حدثني سليط بن مسلم ، عن عبد الله بن عكرمة قال : لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أمّ هاني بنت أبي طالب فاستجارا بها ، وقالا : نحن في جوارك ، فأجارتهما فدخل عليها علي بن أبي طالب فنظر إليهما ، فشهر عليهما السّيف قالت (٦) : فألقيت عليهما واعتنقته وقلت : تصنع هذا بي من بين الناس! لتبدأنّ بي قبلهما ، قال : تجيرين المشركين ، فخرج ولم يكد ، فأتيت
__________________
(١) بالأصل «حرم» والصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل «خالد» خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٢ / ٥٦٢.
(٣) سورة يوسف ، الآية : ٩٢.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ١١٤.
(٥) بالأصل «الحسين» خطأ ، وهو أبو محمد الجوهري الحسن بن علي بن محمد بن الحسن ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٦٨.
(٦) بالأصل : «قال» انظر مغازي الواقدي ٢ / ٨٢٩ وما بعدها.