الحسيني ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي البغدادي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، حدّثني علي بن سعيد ، حدّثنا أبو السائب سليم بن جنادة ، حدّثنا أحمد بن سهم عن هشام بن عروة قال : أسلم جبلة بن الأيهم [بن] جفنة الغسّاني ، وكان آخر ملوكهم إسلاما. ونزل المدينة (١) ، فذكر تنصّره ولحوقه بأرض الروم. قال : فلما غلب معاوية على الملك بعث رجلا من الأنصار يقال له تميم بن بشر (٢) إلى قيصر ، فلما دخل عليه سأله عن معاوية ، وعن العرب ، وعن الشام. فأخبره. ثم قال : هل لك إلى رجل من العرب تلقاه من أهل بيت ملك وشرف؟ قال : نعم فأرسل معي إليه فدخلت عليه في كنيسة يذكر قصته. قال تميم : ثم سألني عن حسّان ، فقال : ما فعل ابن الفريعة؟ قلت : صالح وقد ذهب بصره ، قال : فإني باعث معك إليه بكسوة وصلة مرتفعة (٣) ، فإن ذلك رجلا كان لنا مدّاحا ، فبعث إليه معي أربعمائة دينار هرقليّة ، وسبعة أثواب بذيون (٤) ، ثم قال : قل لمعاوية إن أنكحتني ابنتك ، أو عقدت لي الخلافة من بعدك ، جئت فدخلت في دينك. قال : فقدمت المدينة ، فلقيت حسان بن ثابت بقباء فسلّمت عليه ، فقام من هذا؟ فقلت تميم بن بشر (٥). قال : كيف أنت يا ابن أخي أين كنت؟ قلت : بالشام ، ثم إلى أرض الروم بعثني معاوية إلى قيصر. قال : هل لك علم بصديق لي هناك؟ قلت : من هو؟ قال : جبلة بن الأيهم. قلت : نعم ، وهو يقرئك السلام. قال : فقال حسان : ما أهدى إليّ معك؟ وقد كان جبلة جعل له ، لا يلقى جبلة أحدا يعرف حسانا إلّا بعث إليه معه صلة ، فمن هناك قال حسان : هات ما أهدي إليّ معك. قال : وأخبرت معاوية ، قلت : رجل قال كذا وكذا. قال : ذاك جبلة بن الأيهم ، وما عليّ أن أخرجه مما (٦) هو فيه بما طلب مني. قال : فبعثني إليه ، فلما انتهيت إلى باب القسطنطينية إذا بجنازة معها القسيسون ، قلت : من هذا؟ قال : هذا جبلة مات ، فرجعت إلى معاوية ، فأخبرته الخبر.
__________________
(١) بعدها في المطبوعة ١٠ / ٤٨٢ والمختصر ٥ / ٣٢٣ : في خلافة عمر.
(٢) بالأصل وم : بشير.
(٣) في المطبوعة : مرتفقة.
(٤) رسمها بالأصل بالذال المعجمة ، وفي المختصر والمطبوعة : بزيون ، بالزاي وفي م : برمون.
(٥) بالأصل وم : بشير.
(٦) عن المختصر ، وبالأصل «بما».