إلى مثلها قط فقال يا أمير المؤمنين اني اخذت من ذلك الدر واحدة وهي معي فقال ما دعاك إلى ذلك فقال احببت ان اعلم احق اهوام باطل قال انك ان رددتها إلى موضعها الذي اخذتها منه عوضك الله منها الجنة وان انت لم تردها عوضك الله منها النار فقام الرجل فردها إلى موضعها الذي اخذها منه فحولها الله حصاة كما كانت قال بعض الناس كان هذا ميثم التمار وقال بعضهم عمرو بن الحمق.
وعن قتيبة بن الجهم قال لما دخل (١) علي عليه السلام إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا (٢) فعبر عنها وعرج بنا في موضع ارض بلقع فقال له مالك بن الحارث الاشتر نزلت على غير ماء قال ان الله تعالى يسقينا في هذا الموضع ماء اصفى من الياقوت وابرد من الثلج فتعجبنا ـ ولا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السلام ـ فوقف على ارض فقال يا مالك احتفر أنت واصحابك فاحتفر نا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع ان نزيلها فقال علي عليه السلام اللهم اني اسألك ان تمدني بحسن المعونة وتكلم بكلام حسبناه سريانيا ثم اخذها فرمي بها فظهر لنا ماء عذب فشربنا منه وسقينا دوابنا ثم رد الصخرة وامرنا ان نحثو عليها التراب فلما سرنا غير بعيد قال (ع) من يعرف منكم موضع العين قلنا كلنا نعرف فرجعنا فخفي علينا اشد خفاء فإذا نحن
__________________
(١) ذكر حديث الصخرة ابن شهر اشوب في المناقب ص ٤٤٢ من طبع ايران ج ١ وقال انه ذكره اهل السير عن حبيب بن الجهم وابي سعيد التميمي والنطنزي في الخصائص والأعثم في الفتوح والطبري في كتاب الولاية باسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني ، وذكره أبو عبد الله البرقي عن شيوخه عن جماعة من اصحاب علي عليه السلام.
(٢) قال : في المراصد (صندودا) قرية كانت في غربي الفرات فوق الأنبار خربت وبها مشهد لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه انتهى. (محمد صادق آل بحر العلوم)