قد اقبل من ناحية المسعى حتى دنى من الحجر فطاف بالبيت اسبوعا ثم انه اتى المقام فقام على ذنبه فصلى ركعتين وذاك عند زوال الشمس فبصر به عطا واناس من اصحابه فاتوني فقالوا يا ابا جعفر اما رايت هذا الجان فقلت رايته وما صنع ثم قلت لهم انطلقوا إليه وقولوا يقول لك محمد بن علي عليهما السلام ان البيت يحضره اعبد وسودان وهذه ساعة خلق منه وقد قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم فلو خففت وانطلقت قال فكوم كومة من بطحاء المسجد برأسه ثم وضع ذنبه عليها ثم مثل في الهواء.
الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول كان رسول الله (ص) ذات يوم قاعدا في اصحابه إذ مر به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه وضرب بجرانه الارض ورغى فقال له رجل من القوم يارسول الله ايسجد لك هذا الجمل فان سجد لك فنحن احق ان نفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بل اسجدوا لله ان هذا الجمل يشكو اربابه ويزعم انهم انتجوه صغيرا فاعتملوه فلما كبر وصار عورا كبيرا ضعيفا ارادوا نحره فشكى ذلك الي فداخل رجلا من القوم ما شاء الله ان يداخله من الانكار لقول رسول الله (ص) وذكر أبو بصير انه عمر فقال انت تقول ذلك فقال رسول الله (ص) لو امرت احدا ان يسجدا لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها ثم انشأ أبو عبد الله (ع) فقال ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله الجمل والذئب والبقرة فاما الجمل فكلامه الذي سمعت واما الذئب فجاء إلى النبي (ص) فشكى إليه الجوع فدعا رسول الله (ص) اصحاب الغنم فقال افرضوا للذئب شيئا فشحوا فذهب ثم عاد الثانية فشكى الجوع فدعاهم رسول الله (ص) فشحوا ثم عاد الثالثه فشكى الجوع فدعاهم فشحوا فقال رسول الله (ص) اختلف إلى حده ولو ان رسول الله (ص) فرض للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه