اعلم ان كلام ال محمد صلى الله عليه واله ولا يرد عليه اعتراض ابدا وانما يقع لعدم فهم السامع لمقصدهم وما عنوا به وقد جاء في حديثهم (ع) ان الارواح خلقت قبل الابدان بالفى عام وامرها سبحانه وتعالى بالاقرار له بالربوبية لمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة ولعلي ولاهل بيته عليه وعليهم السلام بالامامة فمنهم من اقر بقلبه ولسانه ومنهم من اقر بلسانه دون قلبه وهو قوله سبحانه وتعالى (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) ثم امر الفريقين بدخول النار فدخل من اقر بقلبه ولسانه وقال الذي اقر بلسانه يا رب خلقتنا لتحرقنا فثبتت الطاعة والمعصية للارواح من ثم ثم انه سبحانه وتعالى لما اراد دخول الاجسام خلق طينة طيبة واجري عليها الماء العذب الطيب وخلق من صفوها اجسام محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم وخلق طينة وخبيثة واجري عليها الماء المالح الخبيث ومزج الطينتين لمقتضى حكمته ولطفه وعركهما عرك الاديم فاصاب كل منهما لطخ الاخرى فاسكن الارواح المؤمنة اولا في الطينة الطيبة فلم يضرها ما اصابها من لطخ الاخرى إذ ليس اللطخ من سنخها وجوهرها واسكن الروح الكافرة في الطينة الخبيئة ولم ينفعها ما اصابت من لطخ الطينة الطيبة إذ ليس هو من سنخها ولا معدنها فاصاب المؤمن السيئات بسبب المزاج واصاب الناصب الحسنات للمزاج وقد ورد ان حكمة المزاج اشتباه الصورتين صورة المؤمن وصورة الناصب ولولاه لامتاز كل منهما وفى ذلك تعب المؤمن وقصده بالاذى وحتى تشتبه بالاعمال في الظاهر حتى يعمل المؤمن في دولة الظالمين ولا يمتازو هذا في الابدان خاصة دون الارواح فالقضية المذكورة في الحديث كانت في الابدان التي هي قالب الارواح المؤمنة والكافرة وهي تب؟ ع الارواح في الخلق وفي التكليف والمعاد فليس في الحديث اشكال مع هذا واما تبديل سيئات المؤمن بحسنات الناصب وحمل الناصب سيئات المؤمن فقد جاء في الكتاب وفسره آل محمد عليه وعليهم السلام بهذا وهم