وقال الزّجَّاجُ : مَعْنَى (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) : طُرُقُه وآثارُه.
وقال الفرّاءُ : معناه : لا تَتَّبِعُوا آثارُه فإنّ اتِّباعه مَعْصِيَةٌ (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البَقَرَة : ١٦٨].
وقال الليثُ : معناه : لا تَقْتَدُوا به.
قال : وقرأ بعضهُم : «خُطُؤَاتِ الشَّيطانِ» من الْخَطِيئَةِ : الْمَأْثَم.
قلتُ : ما عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأمْصار قرَأَ بالهمْزِ .. ولا مَعنى له.
أبو زَيدٍ ـ يقال : ناقتُكَ هذه من المتَخَطِّيَات الجِيَفَ ـ أيْ : ناقةٌ قويَّة جَلْدَةٌ ، تمضِي وتُخَلِّفُ التي قد سَقَطَتْ.
خطأ : قال الليثُ : خَطِىءَ الرجُلُ خِطْئاً فهو خاطىءٌ وأَخطأَ ـ إذا لمْ يُصِبِ الصوابَ.
الحرّانِيُّ ـ عن ابن السِّكيت ـ : يقول الرجلُ لصاحبه : إنْ أَخْطأْتُ فَخَطِّئْنِي ، وإنْ أَصَبتُ فَصَوِّبْنِي ، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّىء عَلَيَّ ـ أيْ : قُلْ لِي : قد أَسَأتَ.
قال : وتقُولُ : لأَنْ تُخْطِىءَ في العلْم أيسَرُ مِن أَنْ تُخطىءَ في الدِّين.
ويقال : قد خَطِئْتُ ـ إذا أَثِمْتُ فأَنَا أَخْطَأُ خِطْئَا ... وأنا خاطِىءٌ.
قال الله جلّ وعزّ : (إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) [الإسراء : ٣١].
وقال ـ أيضاً ـ : (إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ) [يُوسُف : ٩٧] ، أيْ : آثِمينَ. قال : وقال أبو عُبَيدة : يقال : أَخْطَأَ ، وخَطِىءَ لُغتان.
وقال امْرُؤُ القَيْسِ :
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهِلا |
القَاتِلِينَ الملكَ الْحُلَاحِلَا |
أرادَ أَخطأْنَ «كاهِلاً».
وهم حَيٌّ مِن بَني أَسَدٍ.
ويقال في مَثَلٍ : «مَعَ الخَواطىءِ سَهْمٌ صائبٌ».
يُضْرَبُ للَّذِي يُكثِرُ الخطأَ ويأتي الأحيانَ بالصَّوَاب.
وسمعتُ المُنْذِرِيَّ يقولُ : سمعتُ أَبا الهيثم يقول : «خَطِئْتُ» : لما صنعه عمْداً وهو الذَّنْبُ ..
و «أخطأتُ» : لمَا صنَعه خَطأ غير عَمْدٍ.
قال : والْخَطَأُ ـ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ ـ : اسمٌ مِن «أَخْطَأْتُ خَطَأً وإخْطَاءً».
قال : وخَطِئْتُ خِطْئاً ـ بكسر الخَاء .. مقصورٌ ـ إذا أَثِمْتُ. وأنشَد :
عِبَادُكَ يَخْطَأُونَ وَأنتَ رَبٌ |
كَرِيمٌ لا تَلِيقُ بكَ الذُّمُومُ |
قال : وَالخَطِيئَةُ : الذَّنْبُ عَلَى عَمْدٍ.
قال : وأمَّا قولُه :
... إذْ خَطِئْنَ كاهِلاً
فإنَّ وَجْهَ الكلامِ فيه كان «أَخْطَأْنَ» بالألِفِ ، فردّه إلى الثُّلاثِيِّ ، لأنّهُ الأصْل.
فجعَل «خَطِئْنَ» بمعنى «أَخْطَأْنَ».
وقال الليثُ : الخَطِيئةُ : «فَعِيلةٌ» وجمعُها : كان ينبغي أن يَكُونَ «خَطَائِىءُ» ـ بهمزتين ـ فاسْتَثقَلوا الْتِقاءَ همزتين .. فخفَّفُوا الآخرةَ منهما ، كما يُخَفَّفُ «جائِىءٌ» ـ عَلَى هذا القياس ـ فكَرِهُوا أن تكونَ عِلّتُه مِثلَ عِلّةِ