قلتُ : هذا عندي شَبِيهٌ بالتصحيف والصواب : لَخِخَتْ عَيْنُه بخاءَيْن ولَحِحَت بحاءين إذا التَصقَتْ من الغَمَص.
قال ذلك ابنُ الأعرابيِّ وغيرُه ، وأَمَّا اللَّخَجُ فإنه غيرُ مَعْرُوفٍ في كلام العرب ، ولا أدري ما هو؟.
خلج : في الحديث. «أنَّ النبي صلىاللهعليهوسلم صَلَّى بِأَصْحَابِه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءةِ ، وَقَرَأَ قارِىءٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضكُمْ خَالجَنِيهَا».
مَعْنَى قَوْلِه : «خَالجَنِيهَا» أي : نازَعَني القراءةَ ، فجهر فيما جَهَرْتُ فيه فنَزَعَ ذلك مِنْ لساني ما كُنتُ أقرَؤُه ، ولم أستمِرَّ عليه وأصْلُ الْخَلْجِ : الجَذْبُ والنَّزْع.
وقال الليث : يقال : خَلَجَ الرجل حاجِبَيْه عن عيْنَيْه ، واخْتَلج حاجباه وعيناه إذا تحرَّكَتَا ، وأنشد :
يُكلِّمُني وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ |
لأحْسِبَ عِنْدَهُ عِلْماً قَدِيماً |
وأخبرني المنذِرِيُّ عن الحَرَّانيّ عن ابن السكيت قال : يقال في الأمثال : «الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وَليْسَتْ بِسُلْكَى».
قال : وقولُه : «مَخْلُوجَةٌ» أي : يَضْرِبُ مَرَّة كذا ، ومرة كذا ، حتى يَصِحَّ صوابُه.
قال : والسُّلْكَى : المستقيمة.
وقال في مَعْنَى قولِ الشاعر :
نَطْعُنُهم سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً |
كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ |
يقول : يَذْهَبُ الطعنُ فيهم ويرجع كما ترُدُّ سهمين على رَامٍ رَمَى بها.
قال : والسُّلْكَى : الطَّعْنَةُ المستقيمة والْمخْلُوجَةُ : على اليمين وعلى اليسار.
ويقال : تخَالَجَتْه الهمومُ إذا كان له هَمٌّ في ناحية وهَمٌّ في ناحية كأَنه يَجْذِبُه إليه.
وقال شمر : يقال إنني لَبَيْنَ خالِجَيْن في ذلك الأمر أي : نفْسَيْنِ ، وما يُخَالِجُنِي في ذلك الأمر شَكٌّ أي : ما أشُكُّ فيه ، وقوم خُلُجٌ إذا شُكَّ في أنسابهم ، فتنازَعَ النسبَ قومٌ ، وتنازعه آخرون.
ومنه قول الكُمَيْت :
أَمْ أَنتُم خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ
وقال الليث : إذا مَدَّ الطاعنُ رُمْحَه عن جانبٍ قيل : خلَجَهُ.
قال : والْخَلْجُ : كالانتزاع.
قال : والفَحْلُ إذا أُخْرِجَ من الشّوْلِ قبل فُدُورِه فقد خُلِجَ أي : نُزِع وأُخرج ، وإن أُخْرِجَ بعد فُدُورِه فقد عُدِل فانعدل ، وأنشد :
فَحْلٌ هِجَانٌ تَولَّى غَيْرَ مَخلُوجِ
ويقال : اختَلَجَ في صدري هَمٌّ ، وتخَالَجتْنِي الهمُومُ أي : تنازعتني.
الحرَّانيُّ عن ابن السكيت قال : الْخَلْجُ الجَذْبُ ، وقد خلَجَهُ يَخْلِجُه خلْجاً إذا جَذَبه.
قال العَجَّاجُ :
فَإنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجاً
ومنه قيل : ناقةٌ خَلُوجٌ إذا جُذِبَ عنها وَلَدُها بِذَبحٍ أو مَوْت ، ومنه سُمِّي خَلِيجُ النهر خَلِيجاً ، ويقال للحَبْل : خَلِيجٌ لأنه