وقال الليث : الموتُ الرَّخِيصُ : الذَّريعُ ، والرُّخْصَةُ : تَرْخِيصُ الله للعَبْد في أَشْياءَ خفَّفها عنه.
وتقول : رَخَصْتُ لفلان في كذا وكذا ـ أي : أذِنْتُ له بعد نَهْيي إيَّاه عنه.
وقال الشاعر في أَرْخصْتُ الشيء ـ إذا جعلتُه رخيصاً :
نُغَالي اللَّحْمَ للأَضْيَافِ نِيئاً |
وَنُرْخِصُهُ إذَ نَضِجَ القُدُورُ |
وحُكي عن أبي عمرو : أنه قال : رُخْصَتِي من الماء ، وخُرْصَتِي ـ يُريدون : شِرْبي.
وقال غيرُه : هي الخُرْصَةُ والرُّخْصَةُ وهي الفُرْصَةُ والرُّفْضة بمعنًى واحد.
عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الرَّخِيصُ : الثَّوْبُ النَّاعِمُ.
صرخ : أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الصارِخُ : المستغيثُ ، والصَّارخ : المُغيث.
وقال الله تعالى : (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ) [إبراهيم : ٢٢].
قال أبو الهيثم : معناه : ما أَنا بمُغيثِكم وما أنتم بِمُغِيثيَّ.
قال : والصَّارِخُ : المُستغيثُ ، والْمُصْرِخُ : المُغِيثُ ـ يقال : صَرخ فلان يَصرُخ صُراخاً ـ إذا استغاث فقال : وا غَوْثَاه ، وا صَرْخَتَاه.
قال : والصَّرِيخُ ـ بمعنى الصَّارِخ ـ مِثلُ قديرٍ وقادرٍ.
قال : والصَّرِيخُ يكون فَعِيلاً بمعنى مُصْرِخ ، مثلُ نذيرٍ بمعنى مُنْذِرٍ ، وسميعٍ بمعنى مُسْمِعٍ.
وقال زُهَيرٌ :
إذَا مَا سَمِعْنا صَارِخاً مَعَجَتْ بِنَا |
إلَى صَوْتِهِ وُرْقُ المَرَاكِلِ ضُمَّرُ |
قال : وَالصارخ : المُسْتغِيث.
قلتُ : ولمْ أَسْمَع في الصَّارخ : أَنَّه يَكون بمعنى «الْمُغِيثِ» لغير الأصمعي ، والناسُ كلُّهم على أن «الصَّارِخَ» : المستغيثُ والْمُصْرِخُ : الْمُغِيثُ ، والْمُسْتَصْرِخُ : الْمُسْتغيث أيضاً.
ورَوى شَمِرٌ : ـ لأبي حاتم ـ أنه قال : الاسْتِصراخ : الإغاثةُ.
قال : والاسْتِصْرَاخ : الاستغاثة.
وفي حديث ابن عُمَر : «أنَّه اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ».
واستِصْراخُ الحَيِّ على المَيِّت : أن يُسْتعَانَ به ليقوم بتجهيز الميِّت ، وما يجب من دَفْنِه والصلاة عليه.
قال : والصَّارِخَةُ : ـ بمعنى الإغاثة ـ مَصْدرٌ على «فَاعِلَةٍ» ، وأنشد :
فَكَانُوا مُهْلَكِي الأَبْنَاءِ لَوْلَا |
تَدَارُكُهُمْ بِصَارِخَةٍ شَفِيقِ |
قال : والصَّارخةُ : الإغاثة.
وقال الليث : قيل : الصَّارِخةُ ـ بمعنى الصَّرِيخِ ـ : المغِيثُ.
قلتُ : والقولُ ما قال شَمِرٌ.
وقال اللَّيث : الصَّرْخةُ صيْحَةٌ شديدةٌ عند فَزْعَةٍ أو مُصيبةٍ.
قال : والاصْطِرَاخ : التَّصارُخُ ـ افْتِعالٌ.
ومن أمثالهم : «كَانَتْ كَصَرْخَة الحُبْلَى» ـ للأمر يفجؤك.