[باب الشين والدال]
ش د
شدَّ ، دَشَّ : [مستعملان].
شد : قال ابن المظَفَّر : الشَّدُّ الْحَمْلُ. تقول : شَدَّ عليه في القتال.
قال : والشَّدُّ الحُضْرُ ، والفِعل اشْتَدَّ.
قال : والشِّدَّةُ : الصَّلَابَة. والشِّدَّة النَّجْدَةُ ، وثَباتُ الْقَلْب ، والشِّدَّةُ : المَجاعَة. ورجل شَديد : شُجَاع.
وقال أبو إسحاق في قول الله جَلَّ وعَزَّ : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)) [العاديات : ٨] أي لَبَخيل. أي وإنَّه من أجْلِ حُبِّ الخَيْر لَبَخيل.
وقال طَرَفة :
أَرَى الموتَ يَعْتامُ الكريمَ ويَصْطَفِي |
عَقِيلَةَ مالِ الفاحِش المتشَدِّدِ |
وقال الليث : الشَّدائدُ الهَزاهِز. قال : والأَشُدُّ : مَبْلغُ الرَّجل الحُنْكَةَ والمعْرِفَة.
وقال الله عزوجل : (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) [الإسراء : ٣٤].
وقال أبو عُبيد : قالَ الفرّاء الأشُدُّ واحدِها شَدٌّ في القياس ، ولمَ أسْمَع لها بوَاحد.
وأنشد :
قَدْ سَادَ وهْو فَتًى حتى إذا بَلَغتْ |
أشُدُّهُ وَعلَا في الأمْر واجْتمعا |
وأخبرني المنذريّ ، عن أبي الهيثم ، أنه قال : وَاحَدةُ الأنعُم نِعْمَة ، وواحدةُ الأشُدِّ شِدَّة. قال : والشِّدَّةُ القُوَّةُ والجَلادَة.
قال : والشَّديد الرّجُل الْقَوِيّ. قال : وكأَنّ الْهَاءَ في النِّعْمة والشِّدَّة لم تَكُنْ في الحرف ، إذْ كانت زَائِدَة ، وكأَنَّ الأصل نِعْمٌ وشِدٌّ ، فجمعا على أَفْعُل ، كما قالوا : رِجْلٌ وأرْجُل ، وقِدْحٌ وأقْدُح ، وضِرْسٌ وأضْرُس.
قلت : والأشُدُّ في كتاب الله جلَّ وعزَّ جاء في ثَلاثة مَواضِع بمعانٍ يَقْرُبُ اخْتِلافها فأمّا قول الله جلَّ وعزّ في قِصة يُوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) [يوسف : ٢٢] فمعناه الإدراك والبلُوغ ، فحينئذٍ راودَتْه امرأةُ العزيز عن نفسه ، وكذلك قوله جلَّ وعزّ : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) [الإسراء : ٣٤].
فقال الزجاج : معناه ، احْفَظوا عليه مَالَه (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) فإذا بلغ أشُدّه فادفعوا إليه ماله. قال : وبُلُوغه أشدّه أن يُؤنَسَ منه الرُّشد مع أن يكونَ بالغاً. قال : وقال بعضهم : (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) حتى يبلغ ثماني عشرة سَنة.
وقال أبو إسحاق : لست أعرف ما وجهُ ذلك ، لأنه إن أدرك قبل ثماني عشرة سنة وقد أُونِسَ منه الرُّشد ، فطلب دفْعَ مالِه إليه ، وجب له ذلك.