الحروف ، وهي أكثر الحُروف دُخولاً في المَنْطق.
ويقولون : هذه ألِفٌ مُؤَلَّفة.
وقد جاء عن بعضهم في قوله تعالى : (الم (١)) [البقرة : ١] أن «الألف» من أسماء الله تعالى ، والله أعلم بما أَراد.
وقال الخليل : وجدتُ كُلَّ «ياء» و «واو» في الهجاء لا تعتمد على شيء بعدها تَرجع في التَّصريف إلى «الياء» ، نحو : يا ، وفا ، وطا ، ونحوه.
باب ما جاء في تفسير الحروف المقطعة
روي عن ابن عباس في الحروف المُقطعة ، مثل : الم ، المص ، المر ، وغيرها : ثلاثة أقوال :
أحدهما : أن الله تعالى أقسم بهذه الحروف ، وأن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم هو الكتاب الذي عند الله لا شك فيه.
قال هذا في قوله تعالى : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ١ ، ٢].
والقول الثاني : أن : الر ، حم ، ن ، اسم «الرحمن» مقطع في اللفظ موصول في المعنى.
والقول الثالث : الم ، معناه : أنا الله أعلم وأرى.
وروي عن عكرمة : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ) قَسم.
وحدثنا محمد بن إسحاق ، عن الزعفراني ، عن يحيى بن عباد ، عن شعبة ، عن السدي ، عن ابن عباس : الر : اسم من أسماء الله ، وهو الاسم الأعظم.
وقال قتادة : الم : اسم من أسماء الله.
وحدثنا محمد : حدثنا ابن قنبر ، عن علي بن حسين بن واقِد ، قال : أخبرني أُبَيّ ، عن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : الر ، الم ، حم : حروف معرّفة.
قال أُبيّ : فحدّثت به الأعمش ، فقال : عندك مثل هذا ولا تُحدِّثنا به.
وحدثنا ابن هَاجك ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : الم : اسم من أسماء القرآن ، وكذلك : حم ، ويس ، وجميع ما في القرآن من حروف الهجاء في أوائل السُّور.
وحدثنا محمد ، قال : حدثنا عبيد الله بن حُريت العتكي ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن أبي عَوانة ، عن إسماعيل بن سالم ، قال : سُئل عامر عن فواتح القرآن ، نحو : حم ، ونحو : ص ، والم ، والر ، فقال : هي اسم من أسماء الله مقطعة بالهجاء ، إذا وصلتها كانت اسما من أسماء الله.