وذكر أهل السير : أن بلالا كان يؤذن على اسطوانة فى قبلة المسجد يرقى عليها بأقباب ، وهى قائمة إلى الآن فى منزل عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهم.
وعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما : كان بلال يؤذن على منارة فى دار حفصة بنت عمر التى فى المسجد ، وقال : فكان يرقى على أقباب فيها فكانت خارجة من مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم تكن فيه ، وليست فيه اليوم ، وكان يؤذن بعد بلال وقيل معه عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى ، وأذن بعدهما سعد بن عائذ مولى عمار بن ياسر ، وهو سعد القرظ ، وسمى سعد القرظ لأنه كان إذا اتجر فى شىء ربح فيه فاتجر فى القرظ فربح فلزم التجارة ، جعله رسول الله صلىاللهعليهوسلم مؤذنا بقباء ، فلما مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وترك بلال الأذان نقل أبو بكر رضى الله تعالى عنه سعدا هذا إلى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك رحمهالله تعالى وبعده ، أيضا (ق ١٠٧) وقيل إن الذى نقله إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ، وقيل إنه كان يؤذن للنبى صلىاللهعليهوسلم واستخلفه على الأذان فى خلافة عمر رضى الله تعالى عنه حين خرج بلال إلى الشام.
وقال خليفة بن خياط (١) : أذن لأبى بكر رضى الله تعالى عنه سعد القرظ مولى عمار بن ياسر إلى أن مات أبو بكر رضى الله تعالى عنه ، وأذن بعده لعمر رضى الله تعالى عنه ، حكاه ابن عبد البر.
__________________
(١) هو خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفرى أبو عمرو البصرى الحافظ المعروف بشباب ، كان عالما بالنسب والسير وأيام الناس ، روى عن ابن علية وبشر بن المفضل وأبى داود الطيالسى ، وابن عيينة وابن مهدى ، ويزيد بن زريع ، وعنه البخارى وأبو يعلى وبقى بن مخلد ، وحرب بن إسماعيل الكرمانى ، والدارمى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو زرعة وأبو حلم ، كان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم.
مات سنة ٢٤٠ ه.