بين القبلة والصحن لاصقا حجارة من المربعة التى فى غربى المسجد إلى المربعة التى فى شرقيه التى تلى القبر المقدس تمنع الماء والحصب.
وأما الستائر (ت ١٢٣) التى كانت فى صحن المسجد فذلك أنه لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة أربعين ومائة أمر بستور فستر بها صحن المسجد على عمد لها رؤوس كقريات الفساطيط وجعلت فى الطبقات فكانت لا تزال العمد تسقط على الناس فغيرها وأمر بستور أكثف من تلك الستور وحبال تأتى من جدة تسمى القنب وجعلت مشبكة فكانت تجعل على الناس كل جمعة فلم تزل حتى خرج محمد بن عبد الله بن حسن يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخر سنة خمس وأربعين ومائة فأمر بها فقطعت دراديع لمن كان يقاتل معه فتركت حتى كان زمان هارون فأخذت هذه الأستار اليوم ولم يكن يشتريها فى زمان بنى أمية.
قال عفيف الدين المرجانى : ثم إنها تركت لما جدد الملك الناصر الرواقين.
عن حسن بن مصعب قال أدركت كسوة الكعبة يؤتى بها المدينة قبل مكة فتنشر على الرصاص فى مؤخر المسجد ثم يخرج بها إلى مكة وذلك فى سنة إحدى وثلاثين ومائة. انتهى.
وأما الآن فلا يؤتى بها الى المدينة وإنما يؤتى بها صحبة الركب المصرى.
وأما السقايات فقال محمد بن الحسن بن زبالة : كان فى صحن المسجد (ق ١٢٤) تسع عشرة سقاية على أن كتبنا كتابنا هذا فى صفر سنة تسع وتسعين ومائة منها ثلاث عشرة أحدثتها خالصة وهى أول من أحدث ذلك وثلاث لزيد البربرى مولى أمير المؤمنين وسقاية لأبى البخترى وهب بن وهب وسقاية لسحر أم ولد هارون الرشيد وسقاية تسلسيل أم ولد جعفر بن أبى جعفر.
قال الحافظ محب الدين : وأما الآن فليس به سقاية إلا أن فى وسطه بركة كبيرة مبنية بالآجر والجص والخشب لها درج أربع فى جوانبها والماء ينبع من فوارة فى وسطها يأتى من العين الزرقاء ولا يكون فيه الماء إلا فى المواسم ، بناها بعض أمراء الشام يسمى شامة.