متقدمتان إلى القبلة بمثل ذلك لأنى اعتبرت ذلك بالذراع فوجدتهما ليسا على حد ذرعة المسجد الأول والله أعلم.
وقال الحارث بن أسد المحاسبى : حد المسجد الأول ستة أساطين فى عرضه عن يمين المنبر إلى القناديل إلى حذا الخوخة ، وثلاث سوار عن يساره من ناحية المنحرف ، ومنتهى طوله من قبلته إلى مؤخره حذا تمام الرابع من طبقات المسجد اليوم (ق ١٤٤) ومارا على ذلك فهو خارج عن المسجد الأول ، قال : وروى عن مالك أنه قال مؤخر المسجد بحذاء عضادة الباب الثانى الذى يقال له باب عثمان رضى الله تعالى عنه ، وهو باب النبى صلىاللهعليهوسلم ، أعنى العضادة الأخرة السفلى وهو أربع طيقان من المسجد ما قصر حتى يصير فى الروضة ، والروضة ما بين القبر والمنبر فما كان منها من الأسطوانة السادسة التى حددت ذلك عن يمين المنبر فليس من المسجد الأول وإنما كان من حجرة عائشة رضى الله تعالى عنها ، فوسع به المسجد ، وهو من الروضة وتدنو من ناحية المنبر على يمينك حذا الصندوق الموضع هناك إلى المنبر ، يروى أنه من وقف حذا ذلك الصندوق وجعل عود المنبر حذا منكبه الأيمن وقف موقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذى كان يقوم فيه.
قال قاضى القضاة عز الدين ابن جماعة : من مناسكه الكبرى وقد حررت ذرع ما حددوا به المسجد فى زمنه صلىاللهعليهوسلم فكان ما بين الجدار الذى داخله الحجرة المقدسة وبين (ق ١٤٥) السارية السابعة اثنان وأربعون ذراعا وثلثا ذراع ، وما بين الدرابزين والحجرين ستة وأربعون ذراعا وثلثا ذراع ، وزرعت ما بين الجدار الذى حول الحجرة الشريفة وبين المنبر ، وكان أربعة وثلاثين ذراعا وقيراطا وذلك طول الروضة الشريفة ، قال ولم يتحرر لى عرضها وما سامت بيت النبى صلىاللهعليهوسلم أو المنبر فهو من الروضة بلا شك ، وبين المنبر والدرجة التى ينزل منها إلى الحفرة التى هى مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن يمين الإمام تسعة أذرع وقيراط ، وعرض الدرجة سد عن ذراع وثمن ذراع ، وسعة الحفرة ذراع وثلث ذراع وربع وثمن ذراع فى مثله كل ذلك بذراع العمل بمصر المحروسة. انتهى كلام ابن جماعة.