يا محمد (ق ٢٥٥) سبعين مرة فرآه ملك صلى الله عليك يا فلان ، ولم تسقط له حاجة.
ومن احسن ما يقول ما حكاه العلماء عن العتبى مستحبين له قال : كنت جالسا عند قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فجاء أعرابى فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(١) وقد جئتك مستغفرا من ذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشد يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه |
|
فطاب من طيبهن القاع والأكم |
نفسى الفداء لقبر انت ساكنه |
|
فيه العفاف وفيه الجود والكرم |
ثم استغفر وانصرف فغلبتنى عيناى فرأيت النبى صلىاللهعليهوسلم فى المنام فقال يا عتبى الحق الاعرابى فبشره بأن الله تعالى قد غفر له.
قال بعض العلماء يقول الزائر بعد السلام والصلاة عليه صلىاللهعليهوسلم : اللهم إنك قد قلت وقولك الحق (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ)(٢) الآية ، اللهم إنا قد سمعنا قولك واطعنا امرك وقصدنا نبيك هذا (ق ٢٥٦) صلىاللهعليهوسلم مستشفعين بما لك من ذنوبنا وما اثقل ظهورنا من أوزارنا تائبين إليك من زللنا ، معترفين بخطايانا وتقصيرنا اللهم فتب علينا وشفع نبيك هذا صلىاللهعليهوسلم فينا وارفعنا بمنزلته عندك وحقه عليك.
اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٣).
ولله در الاعرابى هذا حيث استنبط من الآية الكريمة المجىء إلى زيارته صلىاللهعليهوسلم بعد موته مستغفرا فإن ذلك أظهر من قصد التعظيم وقت الإيمان واستغفار الرسول صلىاللهعليهوسلم بعد الموت حاصل لأنه الشفيع الأكبر يوم القيامة والوسيلة العظمى فى طلب الغفران ورفع الدرجات
__________________
(١) ٦٤ م النساء ٤.
(٢) ٦٤ م النساء ٤.
(٣) ١٠ م الحشر ٥٩.