خير جزاء ، جئنا يا صاحبى رسول الله زائرين لنبينا وصديقنا وفاروقنا ، ونحن نتوسل بكما إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليشفع لنا ... انتهى.
وكذلك ذكر فى الاختيار : ثم يتقدم إلى رأس القبر الشريف فيقف بين القبر والاسطوانة التى هناك ويستقبل القبلة ويجعل الرأس المقدس عن يساره ويحمد الله تعالى ويثنى عليه ويصلى على النبى صلىاللهعليهوسلم ويدعوا لنفسه ولمن احب بما احب.
قال قاضى القضاة عز الدين ابن جماعة : ما ذكروه من العود ومن التقدم إلى رأس القبر المقدس للدعاء عقب الزيارة لم ينقل عن فعل الصحابة رضى الله تعالى عنهم والتابعين ورحمهمالله تعالى ، ومن عجز عن حفظ ما قدمناه ذكره عند السلام عليه لله أو ضاق وقته اقتصر على بعضه واقله السلام عليك يا رسول الله.
والمروى عن جماعة من السلف الإيجاز فى هذا جدا فعن الامام مالك رحمهالله أنه كان يقول : (ق ٢٥٤) السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته.
وعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر الشريف وقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا ابتاه ثم ينصرف ، ثم إن كان أحد أوصاه بالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فليقل السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان أو فلان بن فلان يسلم عليك يا رسول الله (١) من العبارات.
وروى أن عمر بن عبد العزيز كان يوصى بذلك ويرسل البريد من الشام إلى المدينة بذلك كما قدمناه.
وروى ابن أبى فديك وهو من علماء أهل المدينة وممن روى عنه الشافعى رحمهالله تعالى قال : سمعت بعض من ادركت يقول بلغنا أنه من وقف عند قبر النبى صلىاللهعليهوسلم فتلا هذه الآية (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ)(٢) الآية .. ثم قال صلى الله عليك
__________________
(١) بياض فى الأصل.
(٢) ٥٦ م الأحزاب ٣٣.