وقتلوا ملكهم ، وكان يقال له الأرقم بن أبى الأرقم ، واستحيوا ابنا له شابا وقدموا به فقبض موسى عليهالسلام قبل قدومهم.
فتلقتهم بنو إسرائيل فوجدوا الغلام معهم فقالوا : ان هذه لمعصية منكم لما خالفتم من أمر نبيكم ، والله لا تدخلوا علينا بلادنا ، وحالوا بينهم وبين الشام فرجعوا فسكنوا الحجاز وكانت الحجاز إذ ذاك شجر (ق ٤) بلاد الله تعالى واظهر ماء.
قالوا : وكان هذا اول سكنى اليهود الحجاز بعد العماليق وكان جميعهم بزهرة بعين الحرة والسافلة مما يلى القف ، وكانت لهم الأموال بالسافلة ونزل جمهورهم بمكان يقال له يثرب بمجتمع السيول ، سيل بطحان والعقيق (١) وسيل قناة مما يلى زغاية ، وخرجت قريظة وأخوتهم بنو هدل معا وهم بنو الخزرج والنضير بن النحام بن الخزرج.
وقيل قريظة والنضير أخوان ، وهما ابنا الخزرج بن الصريح ، فخرجوا بعد هؤلاء فتتبعوا آثارهم فنزلوا بالعالية على واديين يقال لهما مذينب ومهزوز ، فنزلت بنو النضير على مذينب (٢) واتخذوا عليه الأموال ، ونزلت قريظة وهذل على مهزور ، واتخذوا عليه الأموال وكانوا أول من احتفر بها الآبار واغترس الأموال وابتنى الآطام والمنازل ، فكان جميع ما ابتنى اليهود بالمدينة من الآطام تسعة وخمسين أطما والآطام الحصون واحدها أطم (ق ٥).
__________________
(١) بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت.
قال أبو منصور : والعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل فى الأرض فأنهره ووسعه عقيق ، وقال الأصمعى : الاعقة الأودية.
انظر : معجم البلدان ٤ / ١٣٨ ـ ١٣٩.
(٢) بوزن تصغير المذنب وأصله مسيل الماء بحضيض الأرض بين تلعتين.
وقال ابن شميل : المذنب كهيئة الجدول يسيل عن الروضة ماؤها إلى غيرها فتفرق ماءها فيها والتى يسيل عليها الماء مذنب أيضا ، وقال ابن الأعرابى : مذنب الوادى ، والمذنب الطويل الذنب.
انظر : معجم البلدان ٥ / ٩١.