أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند ذلك ، ونزل صلىاللهعليهوسلم على كلثوم بن الهدم ، وفى هذه الحرة قطعة تسمى أحجار الزيت سميت به لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت وهو موضع كان يستقر فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبعضهم يقول أحجار البيت وأحجار الليث وذلك خطأ.
قال البراء بن عازب (١) : أول من قدم علينا المدينة مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس ثم قدم عمار بن ياسر وبلال ثم عمر بن الخطاب رضى الله عنهم (ق ٢٤) فى عشرين من أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم ثم قدم النبى صلىاللهعليهوسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشىء فرحهم برسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى جفل إلا ما يقلن قدم رسول الله المدينة ووعك أبو بكر رضى الله عنه وبلال قالت : فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك ... (٢)
قالت فكان أبو بكر اذا أخذته الحمى يقول كل امرئ مصبح فى أهله والموت أدنى من شراك نعله ، وذكر أبو عبيد الله المرزبانى (٣) ان هذا البيت لحكم بن الحارث بن
__________________
(١) هو البراء بن عازب بن الحارث الخزرجى ، قائد صحابى من أصحاب الفتوح ، أسلم صغيرا وغزا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمس عشرة غزوة أولها غزوة الخندق ، ولما ولى عثمان الخلافة جعله أميرا على الرى بفارس سنة ٢٤ ه.
مات سنة (٧١ ه / ٦٩٠ م).
* بياض فى المخطوطة.
(٢) هو محمد بن عمران بن موسى المرزبانى أبو عبيد الله ، اخبارى مؤرخ أديب ، أصله من خراسان ، ومولده (٢٩٧ ه / ٩١٠ م) ووفاته ببغداد (٣٨٤ ه / ٩٩٤ م) كان مذهبه الاعتزال ، له كتب عجيبة أتى على وصفها ابن النديم منها «المفيد» فى الشعر والشعراء ومذاهبهم نحو خمسة آلاف ورقة و «شعر حاتم الطائى» و «المواشح» و «أخبار البرامكة» نحو خمسمائة ورقة و «أخبار المعتزلة» كبير و «المستنير» فى أخبار الشعراء المحدثين و «الرياض» فى أخبار العشاق و «الرائق» فى الغناء والمغنين و «أخبار بنى مسلم الخراسانى» و «أخبار شعبة بن الحجاج» و «أخبار ملوك كندة» و «أخبار أبى تمام» و «المرائى» و «تلقيح العقول» و «الشعر» و «أشعار الخلفاء» و «ديوان يزيد ابن معاوية الأموى» و «أشعار النساء».
مات سنة (٣٨٤ ه / ٩٩٤ م).