عليهالسلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التى هى قلب الأرض وبهاؤها ونورها ليخلق منها محمدا صلىاللهعليهوسلم فهبط جبريل فى ملائكة الفراديس المقربين وملائكة الصفيح الأعلى فقبض قبضة من موضع قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهى يومئذ بيضاء نقية فعجنت بماء التسنيم ورعرعت حتى صارت كالدرة البيضاء ثم غمست فى أنهار الجنة كلها وطيف بها فى السموات والارض والبحار فعرفت الملائكة حينئذ محمدا صلىاللهعليهوسلم وفضله قبل ان تعرف آدم عليهالسلام وفضله ، ثم عجنت بطينة آدم بعد ذلك ولا يخلق ذلك الجهد إلا (ق ٢٨) من أفضل بقاع الأرض. حكاه الثعلبى (١).
قال أبو عبيد الجرهمى (٢) وكان كبير السن عالما بأخبار الأمم : إن تبعا الأصغر وهو تبع بن حبان بن تبع سار إلى يثرب فنزل فى سفح جبل أحد وذهب إلى اليهود وقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلا حبرا وأراد خرابها فقام إليه حبر من اليهود فقال له : أيها الملك مثلك لا يقتل على الغضب ولا يقبل قول الزور وأنت لا تستطيع أن تخرب هذه القرية قال : ولم؟ .. قال : لأنها مهاجر نبى من ولد إسماعيل يخرج من هذه المدينة يعنى البيت الحرام فكف تبع ومضى إلى مكة ومعه هذا اليهودى ورجل آخر من عالم اليهود فكسا البيت الحرام كسوة ونحر عنده ستة آلاف جزور وأطعم الناس ولم يزل بعد ذلك يحوط المدينة الشريفة.
ويروى ان سليمان عليهالسلام لما حملته الريح من اصطخر على ممره بوادى النمل سار إلى اليمن فتوغل فى البادية فسلك مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم فقال سليمان عليهالسلام :
__________________
(١) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم الأستاذ أبو إسحاق الثعلبى ، ويقال الثعالبى المقرئ المفسر الواعظ الأديب الثقة الحافظ ، صاحب التصانيف الجليلة ، العالم بوجوه الإعراب والقراءات.
مات سنة ٤٢٧ ه ، له التفسير الكبير ، والعرائس فى قصص الأنبياء ، وسمع منه الواحدى.
(٢) هو عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى من ملوك قحطان فى الحجاز فى العصر الجاهلى القديم ، تولى مكة بعد خروج أبيه منها ، وكان ملكه ضعيفا ، وهو تابع لأصحاب اليمن من بنى يعرب بن قحطان ، ولم تطل مدته ، مات بمكة.