يسمى عيرا وقيل اراد بهما ما زمى المدينة ، لما ورد فى حديث أبى سعيد (ق ٣٨) حرمت ما بين مازميها وقيل أراد الحرتين شبه احدى الحرتين بعير لنتوء وسطه ونشوزه ، والآخر بثور لا متع تشبيها لثور الوحش.
وقيل إنما بين عير مكة إلى ثورها من المدينة مثله حرام وإنما قيل هذه التأويلات لما لم يعرف بالمدينة جبل يسمى ثورا.
قال المحب الطبرى (١) : وقد أخبرنى الثقة الصدق الحافظ العالم المجاور بحرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو محمد عبد الله البصرى أن حدى أحد عن يساره جانحا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور وأخبر أنه تكرر سؤاله عنه لطوائف من العرب العارفين بتلك الارض وما فيها من الجبال فكل أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور فعلمنا بذلك أن ما تضمنه الخبر صحيح وعدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم سؤالهم وبحثهم عنه. انتهى.
قال جمال الدين المطرى (٢) وغيره قد قلت بالمدينة الشريفة عن أهلها القدماء الساكنين بالعمرية والغاية انما يعرفون عن آبائهم وأجدادهم أن وراء أحد جبل يقال له ثور معروف ، قال : وشاهدنا الجبل ولم يختلف فى ذلك أحد وعسى (ق ٣٩) أن يكون أشكل على من تقدم لقلة سكناهم المدينة ، قال : وهو خلف جبل أحد من شماليه تحته وهو جبل صغير مدور وهو حد الحرم كما نقل ولعل هذا الاسم لم يبلغ أبا عبيد ولا المازرى. انتهى.
__________________
(١) هو المحب الطبرى الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى بكر المكى الشافعى ، مصنف الأحكام الكبرى ، وشيخ الشافعية ، ومحدث الحجاز ، ولد سنة ٦١٥ ه ، وسمع من ابن المقير وابن الحميزى ، وشعيب الزعفرانى ، وكان إماما زاهدا صالحا كبير الشأن.
مات سنة ٦٩٤ ه.
(٢) هو محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الأنصارى السعدى المدنى أبو عبد الله جمال الدين المطرى ، فاضل عارف بالحديث والفقه والتاريخ ، نسبته إلى المطرية بمصر وهو من أهل المدينة المنورة ، ولى نيابة القضاء فيها وألف لها تاريخا سماه التعريف بما أنست الهمرة من معالم دار الهجرة ،.
مات سنة ٧٤١ ه.