عن النبى صلىاللهعليهوسلم المدينة حرم ما بين عاير الى كذا ، رواه البخارى مطولا وهذا لفظه رواه مسلم فقال : ما بين عيرا إلى ثور وهذا هو حد الحرم فى الطول (ق ٣٧).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه كان يقول لو رأيت الظبا ترتع بالمدينة ما ذعرتها ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما بين لابتيها حرام» (١) متفق عليه. وهذا حد الحرم فى العرض ، وعنه حرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين لابتى المدينة ، قال أبو هريرة رضى الله عنه فلو وجدت الظبا ما بين لابتيها ما ذعرتها وجعل اثنى عشر ميلا حمى ، رواه مسلم.
قال المازرى (٢) : نقل بعض أهل العلم أن ذكر ثور هنا وهم من الراوى ، لأن ثورا بمكة ، والصحيح ما بين عير إلى أحد.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام إن عيرا جبل معروف بالمدينة ، وإن ثورا لا يعرف بها وإنما يعرف بمكة ، قال : فإذن ترى أن أهل الحديث ما بين عيرا إلى أحد [كذا] وكذلك قال غيره.
وقال أبو بكر الحازمى (٣) : حرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين عيرا إلى أحد ، قال هذه الرواية الصحيحة وقيل إلى ثور وليس له معنى. انتهى.
قالوا : ويكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمى أحدا ثورا تشبيها بثور مكة لوقوعه فى مقابلة جبل
__________________
(١) ورد فى صحيح البخارى باب الصوم ٣٠ ، وسنن ابن ماجه باب الصيام ١٤.
(٢) هو محمد بن على بن عمر التميمى المازرى أبو عبد الله محدث من فقهاء المالكية ، نسبته إلى مازرة (Mazzara) بجزيرة صقلية ، ووفاته بالمهدية سنة ٥٠٥ ه ، له المعلم بفوائد مسلم فى الحديث والتلقين فى الفروع والكشف والأنباء فى الرد على الأحياء للغزالى ، وإيضاح المحصول فى الأصول ، وكتب فى الأدب.
(٣) هو محمد بن موسى بن عثمان بن حازم أبو بكر زين الدين المعروف بالحازمى ، باحث من رجال الحديث أصله من همذان ، ولد سنة ٥٤٨ ه ، ووفاته بغداد سنة ٥٨٤ ه ، له كتاب «ما اتفق لفظه واختلف مسماه فى الأماكن والبلدان و «المشتبه فى الخط» والفيصل فى مشتبه النسبة والاعتبار فى بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار فى الحديث ، والعجالة فى النسب وشروط الأئمة الخمسة فى مصطلح الحديث ، وغير ذلك.