وماتوا جميعهم به رضى الله عنهم وحملوا الى المدينة ودفنوا بالبقيع ، وكذلك سكنى جماعة من التابعين ومن بعدهم وكانت فيه القصور المشيدة والآبار (ق ٤٣) العذبة ، ولأهلها أخبار مستحسنة وأشعار رائقة ، ولما بنى عروة بن الزبير (١) قصره بالعقيق ونزله وقيل له جفوت عن مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إنى رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم لاغية والفاحشة فى فجاجهم عالية فكان فيما هنالك فما هم فيه عافية.
وولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم العقيق لرجل اسمه هيصم المدنى ولم تزل الولاة على المدينة الشريفة يولون عليه واليا حتى كان داود بن عيسى فتركه فى سنة ثمان وتسعين ومائة.
قال ابن النجار : وادى العقيق اليوم ساكن وفيه بقايا بنيان خراب وآثار تجد النقش برعيتها انسا.
قال الشيخ منتخب الدين : وبالمدينة عقيقان : الأصغر فيه بئر رومة والأكبر فيه بئر عروة سميا بذلك لأنهما عقا عن جرة المدينة ، أى قطعا.
قال الجمال المطرى : ورمل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من العرصة التى تسيل من الجهة الشمالية إلى الوادى فحمل منه وليس فى الوادى رمل أحمر غير ما يسيل من الجبل.
__________________
(١) هو عروة بن الزبير بن العوام الأسدى أبو عبد الله المدنى ، فقيه عالم كثير الحديث ، صالح لم يدخل فى شىء من الفتن ، ثقة ، ولد سنة ٢٣ ه.
وقال ابن عينية : إن أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد ، وعروة ، وعمرة بنت عبد الرحمن.
مات سنة ٩١ ه وقيل سنة ٩٢ ه.