قال الشيخ جمال الدين : أما الكهف الذى ذكره ابن النجار فمعروف فى غربى جبل سلع عن يمين السالك الى المدينة الشريفة إذا زار المساجد وسلك المدينة مستقبلا القبلة فقابله (ق ٥٦) حديقة نخل تعرف بالغيمة فى بطن وادى بطحان غربى جبل سلع ، وفى الوادى عين ثان فى عوالى المدينة تسقى ما حول المساجد من الزرع والنخيل تعرف بعين الخيف خيف شامى وتعرف تلك الناحية بالسيح بالمهملة بعدها ياء مثناة من أسفل وحاء مهملة.
وأما العين التى ذكر الشيخ محب الدين المقابلة للمصلى فهى عين الأزرق وهو مروان ابن الحكم الذى أخرجها بأمر معاوية رضى الله عنه وهو واليه وأصلها من قباء من بئر كبيرة غربى مسجد قباء فى حديقة نخل ، والقبة مقسومة نصفين يخرج الماء منها من وجهين مدرجين وجه قبلى والآخر يغتسل فيهما وينتفع بهما ، وتخرج العين من القبلة من جهة المشرق ثم تأخذ الى جهة الشمال.
ذكر الامير سيف الدين الحسين بن أبى الهيجاء فى حدود الستين وخمسمائة منها شعبة من عند مخرجها من القبلة فساقها الى باب المدينة الشريفة باب المصلى ثم أوصلها الى الرحبة التى عند مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من جهة باب السلام المعروف قديما بباب مروان (ق ٥٧) وبنى لها منهلا بدرج من تحت الدور يستقى منه أهل المدينة وذلك الموضع موضع سوق المدينة الآن ثم جعل لها مصرفين تحت الأرض يشق وسط المدينة على البلاط ثم يخرج على ظاهر المدينة من جهة الشمال شرقى حصن أمير المدينة وجعل منها شعبة صغيرة تدخل إلى صحن المسجد الشريف ازيلت كما سيأتى ذكره فى الفصل السادس إن شاء الله تعالى.
واعلم أن العين إذا خرجت من القبة التى فى المصلى صارت إلى جهة الشمال حتى تصل إلى سور المدينة فتدخل من تحته إلى منهل آخر بوجهتين مدرجتين ثم يخرج إلى خارج المدينة الشريفة من هناك وتخرج هى وما يتحصل من مصلها فى قناة واحدة إلى البركة التى ينزلها الحجاج.