أردت أن أكف أبصار الناس فقال : يا أم سلمة شر ما ذهب فيه مال المسلمين البنيان.
قال عطاء الخراسانى (١) : أدركت حجر أزواج النبى صلىاللهعليهوسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب (ق ٨٩) الوليد يقرأ يأمر بإدخالها فى المسجد فما رأيت باكيا أكثر من ذلك اليوم.
وسمعت سعيد بن المسيب يقول : يومئذ والله لوددت أنهم يتركونها على حالها ينشأ ناس من أهل المدينة فيقدم القادر من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس فى التكاثر والفخر.
وقال يزيد بن أبى أمامة (٢) : ليتها تركت حتى يقصر الناس من البنيان ويروا ما رضى الله عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوسلم ومفاتيح الدنيا بيده.
وأما بيت فاطمة رضى الله تعالى عنها فإنه كان خلف بيت النبى صلىاللهعليهوسلم عن يسار المصلى إلى القبلة وكان فيه خوخة إلى بيت النبى صلىاللهعليهوسلم وكان النبى صلىاللهعليهوسلم إذا قام من الليل إلى المخرج اطلع منه يعلم خبرهم. وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتى بابها كل صباح فيأخذ بعضادتيه ويقول الصلاة الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) (ق ٩٠) (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣).
قال الحافظ محب الدين ابن النجار : وبيتها اليوم حوله مقصورة وفيه محراب وهو خلف حجرة النبى صلىاللهعليهوسلم.
قال عفيف الدين المرجانى وهو اليوم أيضا باق على ذلك.
__________________
(١) هو عطاء بن أبى مسلم مولى المهلب بن أبى صفرة أيوب الخراسانى نزيل الشام وأحد الأعلام ، روى عن أبى الدرداء ومعاذ وابن عباس مرسلا ، وروى عن يحيى بن يعمر ونافع وعكرمة وعنه ابن جريج والأوزاعى ، ومالك وشعبة وحماد بن سلمة ، ثقة.
مات سنة ١٣٥ ه.
(٢) الثابت هو يزيد بن أبى أمية ، روى عن ابن عمر وعنه محمد بن أبى يحيى الأسلمى هو يزيد الأعور.
(٣) ٣٣ م الأحزاب ٣٣.