وسمي الإقليم الرابع ب «سرة الأرض» ، إذ ليس هناك إقليم في الربع المعمور أكثر اعتدالا منه [٢٨] قال الجاحظ : «الإقليم الرابع : واسطة القلادة ، ومكان السرة من الجثة ، واللبة من المرأة ، ومكان العذار من خد الفرس ، والمح من البيضة ، والعنوان من الكتاب» (١).
والحديث طويل في هذا الباب في علم الطب ، إلا أن هدفنا من هذا الكتاب هو التاريخ.
وتقع ناحية بيهق في غائط من الأرض ؛ وكلما كان التراب جيدا وبعيدا عن الجبل ، ومفتوحا على المشرق ومهب الشمال ، كان أفضل ، وكل ما وقع إلى جهة الجنوب من الأراضي الجبلية ، ولم يكن جانباه الشّرقيّ والشمالي مغلقين ، كان الناس فيه أصح أمزجة وأبدانا ، وأطول أعمارا ، وتميل هذه المنطقة إلى الحرارة أكثر من نيسابور ، لأن الحاكم أبا عبد الله قال : لو وجد شخص ماهر بالفلاحة لاستطاع أن يزرع النخل في خسروجرد ، وقد بقيت أسمع إلى عهد قريب أن في خسروجرد نخلة تضاهي الرجل طولا ، والله أعلم وكفى به عليما.
فصل في ذكر المضاف والمنسوب إلى كل مدينة
لكل ناحية وبلد شيء منسوب لتلك الناحية أو البلد ، فيقال حكماء اليونان ؛ وصاغة مدينة حرّان ؛ ونساجو اليمن ؛ وكتّاب بغداد ؛ ووراقو سمرقند ؛ وصبّاغو سجستان ؛ وعيّار وطوس ؛ ومحتالو مرو ؛ وملاح بخارى ؛ ومهرة ونقاشو الصين ؛ ورماة التّرك ؛ ودهاة بلخ ؛ وأصحاب غيرة غزنين ؛ وسحرة ومشعوذ والهند ؛ وضعفاء كرمان ؛ وأكراد فارس ؛ وتركمان حدود قونية وأنكوريه (٢) وطرف الروم ؛
__________________
(١) خصص المسعودي في التنبيه والإشراف (ص ٣٢ وما بعدها) فصلا للحديث عن الإقليم الرابع وفضله على سائر الأقاليم.
(٢) ذكرها أبو الفداء ضمن بلاد الروم وقال إنها مدينة أنقرة (تقويم البلدان ، ٣٨٠).